ديار بكر (زمان التركية) – شهدت مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا ثاني واقعة تعذيب لمشتبه به في قضية قتل أحد رجال الشرطة.
شرطة ديار بكر داهمت منزل مواطنا يدعى “م. إ. ج” بتهمة قتل أحد رجال الشرطة، حيث كسرت باب منزله واقتحمته وبدأت تعذيبه أمام زوجته وأبنائه باستخدام الكلاب الشرسة.
بعد واقعة مقتل أحد ضباط الشرطة في المدينة، على الفور ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشتبه بهم، ومن بينهم “م. إ. ج” و”ف. أ”، وأصدرت المحكمة المختصة قرارًا بإصدار مذكرة اعتقال في حقهما بتهمة “قتل مواطن خلال تنفيذه لمهامه في الدولة”. كما ألقت القبض على ثلاثة آخرين من المشتبه بهم، ولكنها سرعان ما أفرجت عنهم على ذمة القضية.
الواقعة تعود إلى 30 مايو/ أيار الماضي، حيث قتل شرطي يدعى أتاكان أرسلان، لتبدأ بعدها مديرية الأمن حملة أمنية مكبرة لإلقاء القبض على الفاعلين، شنت خلالها العديد من المداهمات للمنازل، من بينهم أحد العقارات التي كسروا جميع أبواب الشقق فيها من أجل البحث عن “م. إ. ج”. وعند الوصول إلى الشقة التي يوجد بها جدة المشتبه به، كسرت قوات الأمن الباب، ودخلت لتجد “ش. يلماز” وزوجته “م. يلماز”. وقامت قوت الأمن بإطلاق الكلاب الشرسة بغرض البحث والتفتيش داخل المنزل.
بعد مغادرة قوات الأمن مباشرة توجه الزوجان إلى أقرب مستشفى في المنطقة، وحصلا على تقرير بالواقعة، ثم توجها إلى مركز الشرطة بالبلدة، وتقدما بشكوى ضد رجال الشرطة المشاركين في المداهمة.
وقالت زوجة م. يلماظ في شكواها: “الشرطة داهمت منزلنا وسلطت الكلب على زوجي أمام سمع وبصر أطفالي الثلاثة البالغين من العمر 7 و9 و11 عاما. وتحطمت نفسياتهم منذ ذلك الحين، وعندما أرسلهم للنوم ليلا يسألونني عما إذا كانت الشرطة والكلاب ستأتي مرة أخرى”.
وفي واقعة مرتبطة بالقضية ذاتها، نشر أمره صويلو، وهو مستشار نائب حزب الحركة القومية عن مدينة مرسين أولجاي كيلافوز، مقطع فيديو يوثق تعذيب أحد المتهمين، وبدلا من أن يستنكر هذا الفعل ويطالب بمحاسبة المتورطين فيه، أثنى على ما فعلوه.
مقطع الفيديو الذي تم تصويره بكاميرا هاتف محمول يظهر صراخ متهم في واقعة استشهاد ضابط شرطة، من شدة التعذيب الذي يتعرض له.
وتسبب مقطع الفيديو وصور نشرها الرجل تسببا في موجة كبيرة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى إثر ذلك تقدم البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي “الكردي” عمر فاروق جرجيرلي أوغلو، بطلب إحاطة لوزير الداخلية سليمان صويلو، بسبب واقعة التعذيب التي تعرض لها متهم كردي.
وقال جرجيرلي أوغلو: “لقد تم التقاط مقطع فيديو وصور لعملية تعذيب واضحة داخل مديرية أمن ديار بكر، ونشرت على وسائل الإعلام. من فعل ذلك هو مستشار أحد نواب حزب سياسي في البرلمان. يقوم بفعل ذلك دون أي خجل؛ لأن عدم معاقبة المذنبين يدمر الدولة”.
–