أنقرة (زمان التركية) – اعتقلت السلطات في تركيا مؤسس حزب الاتحاد القومي المنحلّ سميح توفان جول آلتاي بعد اتهامات خطيرة لزعيم حزب الوطن دوغو برينجك الذي سبق أن وصف جهاز القضاء بـ”كلب السلطة السياسية الحاكمة”.
جول آلتاي المزعوم بأنه مؤسس المنظمة المسلحة القومية المتطرفة “لواء الانتقام التركي”، والذي كان ضمن المتهمين في قضية “أرجنكون” (الدولة العميقة) التي بدأت في 2007، زعم أن دوغو برينجك هو من أصدر تعليمات قتل العضو الاستخباراتي كاشف كوزين أوغلو في سجنه بعدما تم اعتقاله في 2011 بتهمة الانتماء إلى تنظيم أرجنكون الإرهابي.
في 17 مايو الماضي نشر جول آلتاي شريطًا مصورًا على قناته بموقع يوتيوب، ساق فيه ادعاءًا خطيرًا، حيث قال إن برينجك من أمر بقتل الاستخباراتي كوزين أوغلو، وأنه تعرض للتسميم في سجن سيليفري على يد زميله عطاء الله أوغور المتهم في نفس القضية، مشيرًا إلى أن الحارس هو من أدخل السمّ إلى الزنزانة.
وتابع جول آلتاي قائلاً: “كان كوزين أوغلو قابعًا في الزنزانة نفسها مع حسن عطاء الله أوغور، وقد تعرض للتسميم لكن لم يستجوب أحد عطاء الله أوغور في هذا الصدد. ما الذي حدث بينهما، وما الذي أملى أوغور على كوزين أوغلو، ومن ثم سلّم ما كتبه إلى برينجك ليقوم بنشره في الإعلام. لقد تسمم الرجل بعد نشر برينجك هذه المعلومات. كيف توفي هذا المغاور الكوماندوز الذي يبلغ طوله 1.95 مترا فجأة إثر أزمة قلبية؟ من الحارس الذي أدخل السمّ الذي تسبب في أزمة قلبية إلى داخل سجن سيليفري؟ نحن نعلم كل هذه الأمور”.
كما أن سميح توفان جول آلتاي الذي يطلع على كثير من الأعمال المظلمة التي تورط فيها التنظيمات التابعة للدولة العميقة بحكم أنه مؤسس أحد تلك التنظيمات، تحدث عن الثروة الهائلة للرئيس أردوغان وعائلته، في مقطع فيديو نشره بعد ثلاثة أيام من مقطع الفيديو الأول، وعلى وجه التحديد في الثلاثين من شهر مايو.
بعد هذه التصريحات الصادمة بحق كل من الرئيس أردوغان وحليفه من خارج الحكومة دوغو برينجك الذي بدأت العلاقات بينهما تشهد شرخًا في الآونة الأخيرة، سارعت السلطات القضائية على اعتقال جول آلتاي في صمت مطبق بدلاً من فتح تحقيق قضائي حول المزاعم الصادمة التي ساقها، وذلك بتهمة إهانة أردوغان!
يذكر أن الاستخباراتي كاشف كوزين أوغلو كان من أبرز الأسماء التي تعرف الأنشطة غير القانونية لتنظيم أرجنكون، واعتقلته السلطات القضائية في 2011، لكنه عثر عليه متوفيا في زنزانته بعد فترة وجيزة من اعتقاله قبل أن تتم محاكمته.
وكانت صحيفة (طرف) الليبرالية اتهمت تنظيم أرجنكون بالتخلص من كوزين أوغلو خوفًا من أن يكشف الستار عن الفعاليات المظلمة التي تورط فيها التنظيمات التابعة لأرجنكون من اغتيالات سياسية وارتكاب مجازر ضد الأكراد في شرق البلاد والخروج عن الإطار القانوني في مكافحة الإرهاب، وتوظيف تنظيمات إرهابية في تحقيق مصالح فئوية وغيرها.
–