إسطنبول (زمان عربي) – أُطلق سراح رئيس تحرير صحيفة” زمان” التركية أكرم دومانلي بعد اعتقاله في عملية الانقلاب الحكومة على الديمقراطية وحرية الصحافة وخضوعه لعملية تحقيق غير قانونية واحتجازه 6 أيام.
وبعد خروجه من المحكمة خاطب دومانلي آلاف الأشخاص الذين احتشدوا خارج قاعة المحكمة بالقصر العدلي في إسطنبول لاستقباله واعترض بشدة على تهمة تشكيل تنظيم إرهابي بسبب سيناريو أحد المسلسلات. وقال: “إنني أرد تهمة كوني عضوا في تنظيم إرهابي على الذين اتهموني بهذه التهمة. فعلى الذين يبحثون عن التنظيم الإرهابي أن ينظروا إلى القريب منهم لا إلى البعيد. أخاطب السياسيين والصحفيين الذين أعلوا مكانة الإرهابيين واتهموا أبناء الوطن بالإرهاب. فأنا أرد هذا الاتهام كما هو إليكم”.
تركيا ودول العالم يشاهدون مسرحية
وأوضح دومانلي أن تركيا ودول العالم كلها يشاهدون مسرحية، فحتى يخفي المفسدون اختلاساتهم ينفذون عملية انقلاب على الإعلام.
وفيما يلي أهم ما جاء في تصريحات دومانلي لدى خروجه يوم الجمعة الماضي من قاعة المحكمة عقب الإراج عنه:
“إنهم اقتحموا مبنى صحيفتنا في عملية تشوه لسمعة تركيا أمام العالم من خلال تهديد حرية الصحافة باستهداف قناة سامان يولو وصحيفة” زمان” وذلك من أجل إيجاد حادثة مثيرة للتعتيم على عيوبهم وجرائمهم وفسادهم. واعتقلوا رئيس تحرير إحدى الصحف. وكان الهدف واضحا من هذه العملية. وهو التضحية بأبناء الوطن للتستر على عيوبهم. أنا لم أحزن لأنني اعتُقلت. فما أحزنني أكثر باسم وطني هو الجرح الذي أصيبت به حرية الصحافة”
لسنا مدينين لأحد
“وقد قلنا صراحة إننا لا نخاف من الاعتقال والسجن وحتى لو أخذونا إلى كرسي الإعدام لن نخاف وسنذهب إليه كأننا ذاهبون إلى عرس. ولو سكت الجميع فالصحافة الحرة لا تسكت. ولو خاف الجميع فالإعلام الحر لايخاف. وإذا خاف الإعلام فصحيفة” زمان” لا تخاف. وقد قلنا نفس هذا الكلام في قسم الشرطة والمحكمة. فإن كانت هناك جريمة ارتكبناها فلا بأس، فحن نضحي بحياتنا وحرياتنا إن كنا ارتكبنا جريمة. ولماذا نحن نقول هذا الكلام بكل ارتياح؟ لأنه لا ذنب لنا. فلسنا مدينين لأحد. ولم نقم بأي عمل غير قانوني. ولذلك لا ننحني للظالمين”.
” يدعون وجود تنظيم استنادا إلى سيناريو أحد المسلسلات، أي هراء قانوني هذا؟! اتخاذ خبر بناء على كلام منشور في الإنترنت، والتعليق على ذلك الكلام يتسبب في الاتهام بوجود علاقة لي مع تنظيم إرهابي. وهذا يعني أنه لاتوجد جريمة. وحين لاتكون هناك جريمة تُخترع الجرائم. وأخيرا قلت للمدعي العام:” سيادة المدعي العام هل السبب في كل هذه المعاملة التي نتعرض لها في هذه الأيام هو خبر ذكرناه في مقالتين؟ فقال نعم. أخاطب ضمائركم.. هل يمكن لكتابة مقالتين ليس فيهما شيئ يوجب العقاب أن تتسبب في اعتقال رئيس تحرير ليجر إلى أقسام البوليس والمحاكم عدة أيام؟
لن نستسلم للاستبداد
“أتقدم بالشكر لكل من وقف إلى جانبنا من الصحفيين والمسؤولين الإعلاميين والمثقفين. فالمروءة والشهامة والشجاعة لم تمت في هذا البلد. وأوجه كلامي للأحبة الصحفيين الذين آثروا الاختباء تحت الطاولة. فأقول لهم لا يمكنكم الاختباء تحت الطاولة حتى النهاية. فهذا البلد إذا استسلم للاستبداد فإن كل مواطن سيدفع ثمن ذلك. فلا يمكن الانحناء أمام الاستبداد. ولا رجعة عن الديمقراطية والحرية. ولن نستسلم للظالمين من أمثال اليزيد”.
“ثمة خطر حقيقي يداهم الديمقراطية وحرية التعبير في تركيا. تمسكوا بصحفكم وكتّابكم وإعلامكم. لأن الاستبداد ليس له حدود يقف عندها. فما من فكر في هذا البلد سواء من اليمين أو اليسار سيستسلم للاستبداد”.
لستُ سعيدا لإطلاق سراحي
“لو سألتموني هل أنت سعيد بذهابك لرؤية مولودتك الجديدة التي وُلدت منذ ساعة أو ساعتين ولو قلتم إن مولودتك اسمها “سعادة” فهل أنت سعيد بولادتها؟ لقلتُ لا. فثمة ما يحز في نفسي وهو عدم وجود مدير قناة سامان يولو التلفزيونية صديقي الغالي هدايت كاراجا بيننا. فما ذنبه؟ فالتهم التي ذكرتها لا يمكن أن تكون جريمة. ولو كانت جريمة فذلك يعني أنه يجب اعتقال كل المسؤولين عن المسلسلات وكتّاب السناريوهات والممثلين. وإن من المعيب في القانون أن تبنى الأحكام على الأشياء الخيالية وكأنها حقيقية والاتهام بوجود تنظيم إرهابي بناء على نتاج الخيال من الأفلام. فالتاريخ لن ينسى هذا. أما هدايت كاراجا فلن تتلطخ سمعته. ولكن الذين اتهموه بهذه التهمة هم الذين ستتلطخ سمعتهم مدى الحياة.
كنا نظن أن الحكومة ديمقراطية فوقفنا إلى جانبها
رافقنا بعض الناس فظنناهم ديمقراطيين ودعاةً للحرية فوقفنا إلى جانبهم لأننا ظننا أنهم يحبون هذا الوطن وأنهم سيقومون بإصلاحات ديمقراطية في تركيا. ولكنهم غيروا مسار تركيا للاتجاه المعاكس وطلبوا أن نبقى إلى جانبهم فيال الغرابة من طلبهم هذا!
هل بقيتم أنتم ديمقراطيين ولم نكن بجانبكم؟ هل استمرت إصلاحاتكم ولم ندعمكم؟ هل تقدمتم في طريق العضوية في الاتحاد الأوروبي ولم نصفق لكم؟ نحن قلنا إننا لايمكن أن نشارك في أعمال الفساد والمخالفات واتهام الأبرياء والحد من الحريات.
وأقول للذين يتهمون أناسًا لا يحملون معهم حتى مقص أظافر بأنهم إرهابيون: أصلحكم الله. أما الذين حاولوا تشويه سمعتنا بهذه التهم فإنني أرد تلك التهم إليهم كما هي.