أنقرة (زمان التركية) – سجل رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، أبو بكر شاهين، أول تراجع بشأن الخطاب التهديدي الصادر من قبل خبيرة التجميل السابقة سفدا نويان لمعارضي الرئيس أردوغان عبر إحدى شاشات التلفزيون، وذلك بعدما سبق وأن علق على الأمر بقوله إنه لا داع لتضخيم الأمور.
وأوضح شاهين ان نويان ألمت ضمير المجتمع مفيدا أنه سيتم طرح الموضوع خلال أول اجتماع للهيئة وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.
وتتواصل أصداء التصريحات التي أدلت بها نويان خلال مشاركتها ببرنامج تلفزيوني وذكرت خلالها أن لديها قائمة جاهزة بأسماء المعرضين لأردوغان وأن أسرتها تمتلك تجهيزات كافية للقضاء على 50 شخصا، من المعارضين حال وقوع انقلاب آخر على الرئيس أردوغان.
وبعدما احدثت تصريحاتها ضجة، قال شاهين بادئ الأمر أنه لا داعي لتضخيم الأمور ليتراجع لاحقا عقب الانتقادات التي تلقاها مشيرا إلى أن تصريحات نويان ألمت ضمير المجتمع وأنه سيتم طرح القضية خلال أول اجتماع لهيئة الإذاعة والتلفزيون.
وعبر تويتر نشر شاهين تغريدة تطرق خلالها إلى الأمر قائلا: “التصريحات التي أدلت بها نويان خلال مشاركتها ببرنامج على قناة أولكا تي في (Ülke TV) ألمت ضمير المجتمع بشدة. هذه التصريحات مرفوضة للجميع وضمير المجتمع هو ضميرنا جميعا”.
الآن بات الأمر “مرفوضا”
وأضاف شاهين أن الدولة حكومة وشعبا سيقدمون أقوى رد على من يفكرون في إعادة أحداث انقلاب 15 يوليو/ تموز في إطار الظروف المشروعة وأنهم لن يتهاونوا مع الدعوات الغير قانونية، قائلا: “تصريحات نويان مرفوضة تماما من حيث مبادئ هيئة الإذاعة والتلفزيون. الدعوات الغير قانونية والتحريض على العنف من بين الخطوط الحمراء التي لن نتهاون فيها. فور طرح تقرير الخبراء المعنيين بأجندة الهيئة فإن هيئة الإذاعة والتلفزيون ستتخذ الإجراءات اللازمة تجاه بث التصريحات المشار إليها على قناة تلفزيونية”.
وأوضح شاهين أن تصريحاته التي ذكر خلالها أنه لا داع لتضخيم الأمور وأنه يتوجب عليهم عدم إرضاء الانقلابيين من خلال تجاهل الأمر” سيقت إلى غير محلِّها.
ليتأكد الجميع
هذا وواصل شاهين حديثه قائلا: “ليتأكد الجميع أن هيئة الإذاعة والتلفزيون ستتخذ الإجراءات اللازمة في أول اجتماع لها بما يتوافق مع أهداف المؤسسة وذلك مثلما سبق وأن فعلت كثيرا”.
وكانت خبيرة التجميل السابقة سفدا نويان هددت بقتل معارضي الرئيس رجب أردوغان، وتنفيذ ما لم يتسنّ فعله أثناء انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، وجاء ذلك تعليقا على نشر وسائل الإعلام الموالية للحكومة معلومات حول احتمالية وقوع محاولة انقلابية جديدة.
خبيرة المكياج والتجميل سَفْدا نويان قالت في مقابلة هذا الشهر على قناة “أُولْكَهْ تي في” الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية، إن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016 لا تزال غصة في حلقهم، وذلك لأنهم لم يستطيعوا القيام بكل ما أرادوه وخططوا له في تلك الليلة.
والذي أثار الرعب أن نويان أعلنت أن أفراد عائلتهم مزودون كما ينبغي من الناحيتين المادية والمعنوية وبمقدورهم قتل نحو خمسين شخصًا، مشيرة إلى وجود جيران لهم في مجمعهم السكني وحيازتهم قائمة بأسمائهم لفعل اللازم عند الحاجة.
وكان عضو الهيئة الاستشارية العليا بالرئاسة التركية، بولنت أرنتش، وجه انتقادات عنيفة إلى تهديدات خبيرة التجميل والمكياج سفدا نويان بقتل المعارضين.
وتساءل أرنتش عن شعور جيران نويان بعد تصريحاتها هذه، قائلا: “جيرانها سيخافون منها. لو كنت محلهم لأصابني الخوف ولرأيت أنها شخصية مجرمة ستطرق بابي وستذبحني إن سقط في يدها أداة حادة. لقد أفْنينا حياتنا في معركة تحرير الحجاب وانظروا إلى المرحلة التي بلغناها! سيدة محجبة وتدعي أنها متدينة تتحدث عن الذبح والإعدام. هذا سيولد كراهية تجاه الحجاب…”.
أضاف “المواطنون سيبلغون مرحلة سيكرهون خلالها الحجاب. وقد وصلوا هذه المرحلة بالفعل. فالمحجبات يتعرضن للإهانات أثناء سيرهن في الشوارع. لماذا؟ بسبب مَنْ هم على شاكلة هذه السيدة. برنامج يتحدث بدون وعي وبشكل عشوائي ومن ثم يطالب الآخرين بتوخي الحذر والانتباه”.
–