أضنة (زمان التركية) – شهدت تركيا أمس واقعة مثيرة كشفت مرة أخرى أن الجهاز القضائي في البلاد تحول إلى عصا سحرية تنفذ أماني وأحلام زعيم حزب العدالة والتنمية الرئيس رجب أردوغان.
رئيس لجان الشباب في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أرين يلدريم، أعيد إلقاء القبض عليه، بعدما اتهم أردوغان الحزب المعارض في تعليق غير مباشر على الواقعة خلال خطابه الأخير بتنفيذ نفس مخططات حزب العمال الكردستاني لكن بأسلوب مختلف.
يلدريم كان قد ألقي القبض عليه مع والده وشقيقه نتيجة مشادة كلامية مع فرق مجموعة وفاء للدعم الاجتماعي التابعة لحزب العدالة والتنمية في ولاية أضنة، بسبب سؤاله لهم عن بطاقات الهوية الخاصة بهم، بعدها أفرج عنهم على ذمة القضية، إلا أنه فوجئ باعتقاله مرة أخرى إذ هبت السلطات القضائية لإصدار قرار باعتقاله، بعدما استهدفه أردوغان.
وأوضح يلدريم في تصريحاته ودفاعه عن نفسه أنه تعرض للضرب، مؤكدًا أنه لم يكن يعرف أن الشخص الذي تشاجر معه هو قائم مقام بالقرية، وقال إنه صوب عليه السلاح كما وضع السلاح على بطن شقيقه البالغ من العمر 17 عاما لإخافته.
المحكمة التي تنظر القضية أصدرت قرارًا باعتقال يلدريم بتهمة “إعاقة موظف حكومي عن أداء عمله”، واعتبرت تصريحاته “لقد تدافعنا وصرخنا في وجه بعضنا البعض” على أنها دليل إدانة ضده.
وأوضحت المحكمة أنه بالرجوع إلى شهادة الشهود على ضرب المتهم لقائم المقام والحراسة المرافقة له، ومحاولته منعهم من العمل وتقديم المساعدات خلال أزمة كورونا، تبين أن هناك دليل إدانة مادي قوي.
في حين عبر يلدريم عن دهشته قبيل إجراءات الاعتقال من خلال فيديو نشره عبر تويتر، قائلا: “الرجل الذي تبين فيما أنه قائم مقام القرية هو الذي صوب علي السلاح وهددني ووضعه على بطن والدي، ثم اتصلت بالشرطة لأشكو عن ذلك، لكن سارعت الشرطة وجاءت إلى موقع الحادثة وقلبت الأمر رأسا على عقب وقدمتني وكأنني من أشعلت الشجار ومنعت المجموعة من القيام بوظيفتها، لتقوم باعتقالي إلى جانب والدي وشقيقي، وقضينا الليلة في مركز الأمن ثم أفرجت مديرية التحقيق عنا جميعا، في صبيحة تلك الليلة. لكن بعد يوم من الحادثة وبعد توجيه من مسؤولي حزب العدالة والتنمية قامت الشرطة باعتقالي مرة أخرى مع أنني الضحية وهم المهاجمون علي”، على حد قوله.
وكان الرئيس أردوغان علق على هذه الحادثة قبل قرار الاعتقال، قائلا: “حزب العمال الكردستاني ينفذ هجمات في ولاية وان في حين أن حزب الشعب الجمهوري ينفذ هجمات في أضنة.. عقليتهما واحدة وإن كانت طرق هجومهما مختلفة”، واعتبر مراقبون أن القضاء اعتبر هذه التصريحات من أردوغان أمرا لإعادة اعتقال يلدريم.
يشار إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية منعت حزب الشعب الجمهوري المعارض من القيام بأنشطة لدعم المتضررين من جائحة كورونا في تركيا، لمنع زيادة شعبية الحزب المعارض، وقصرت أنشطة توزيع الخبز وأدوات التطهير والوقاية خلال أوقات الحظر على مجموعة “وفاء” المقربة من الحزب الحاكم.