أبو ظبي (زمان التركية) – قالت وكالة “دويتشه فيله” الألمانية إن التنافس بين تركيا والإمارات العربية المتحدة توسع نطاقه أكثر هذا الأسبوع بعدما ظهر خلاف ونزاع بين الجانبين حول استكشاف الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط وتوجههما إلى إبراز قوتهما في المنطقة.
وكانت تركيا ردت بغضب على بيان مشترك أصدرته الإمارات وفرنسا واليونان وقبرص ومصر في وقت سابق من هذا الأسبوع اتهم تركيا بانتهاك المياه القبرصية والمجال الجوي اليوناني.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشافوشوغلو يوم الثلاثاء “إذا كنت تسأل من الذي يزعزع استقرار المنطقة ومن الذي يجلب الفوضى إليها فسنقول: أبو ظبي دون أي تردد. إنها القوة التي تسببت عدم استقرار ليبيا وتدمير اليمن”، على حد تعبيره.
رئيسة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط الذي يقع مقره في الولايات المتحدة جونول تول صرحت لوكالة DW أن التورط المباشر للإمارات العربية المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط من شأنه أن يزيد الاضطراب في العلاقات بين البلدين، وقالت: “كل دولة تبحث فقط عن طرق لمهاجمة بعضها البعض”.
يذكر أن اليونان وقبرص وإسرائيل انضمت مذن عدة سنوات إلى القوات التي تسعى للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة وإنشاء خط أنابيب إلى أوروبا. لكن تركيا تعارض ذلك نظرًا لأنها تحرمها من حقها في التنقيب عن الغاز في المنطقة، كما تعارض سيادة قبرص بعد تقسيمها إلى الجانبين اليوناني والتركي منذ غزو تركيا للثلث الشمالي للجزيرة عام 1974 ردًا على محاولة انقلاب القبارصة اليونانيين بهدف التوحيد مع اليونان.
ورأت جونول تول أن هذه التوترات تصاعدت عندما وقعت تركيا على اتفاق مع فصيل واحد من الجانبين المتحاربين في ليبيا لإقامة حدود بحرية مشتركة في نوفمبر الماضي، ولفتت إلى أن تركيا مضت بقوة في الحفر قبالة سواحل قبرص منذ ذلك الحين، ولكن مع ارتفاع أسعار الطاقة، أصبحت مشاريع التنقيب عن الغاز في المنطقة غير قابلة للاستمرار اقتصاديًا بشكل متزايد.
كما قالت جونول تول للوكالة الألمانية: “هذا يعني من وجهة نظر الطاقة أن ما تفعله تركيا الآن ليس له معنى. أعتقد أن ما تفعله تركيا هناك، وكذلك جميع الدول الأخرى، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، تتعلق بإظهار القوة فقط”، على حد قولها.
جدير بالذكر أن إن تركيا والإمارات العربية المتحدة طرفان متعارضان في الحرب الأهلية الليبية، إذ تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقراً لها ويرأسها فايز سراج، في حين تدعم الإمارات قوات الجيش الوطني الليبي المتمركزة في الشرق بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
وكانت الصفقة البحرية التركية الليبية تضمنت موافقة تركيا على إرسال مساعدات عسكرية لحكومة الوفاق الوطني، وفي المقابل، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في الحصول على دعم دبلوماسي من حكومة سراج في تأمين احتياطيات الغاز، إلى جانب منع خط أنابيب الغاز المحتمل لمنافسهم.
البيان المشترك الذي صدر هذا الأسبوع عن الإمارات ودول أخرى متحالفة معها أدان “التدخل العسكري التركي في ليبيا”.
وتوقعت جونول تول أن موقف أردوغان في المنطقة سيزداد حزمًا بالتزامن مع تراجع اقتصاد تركيا وسط جائحة فيروس كورونا.