بروكسيل (زمان التركية)ـــ أصدر الاتحاد الأوروبي إدانة جديدة لأنشطة تركيا في شرق المتوسط للتنقيب عن حقول الغاز، قبالة سواحل جزيرة قبرص، فيما أبدت أنقرة انزعاجها من الدعم الأوروبي لجمهورية قبرص.
وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي قالوا في بيان مشترك الجمعة “نأسف لعدم تجاوب تركيا مع النداءات العديدة للاتحاد الأوروبي لوقف مثل هذه النشاطات”.
وأضاف وزراء خارجية الدول الـ 27 الأعضاء في البيان “نجدد دعوتنا لأن تبرهن تركيا عن ضبط النفس، وتتخلى عن هذا النوع من التحركات وتحترم سيادة قبرص وحقوقها السيادية”.
ممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، طالب في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد تركيا بـ”ضرورة احترام حقوق السيادة في المياه الإقليمية وفي مناطق السيادة البحرية الخاصة بالدول الأعضاء بالاتحاد”.
ورحب الوزراء بجهود قبرص من أجل التفاوض حول هذا الخلاف، مؤكدين أن “التصعيد الأخير في التحركات التركية يسير مع الأسف في الاتجاه الخاطئ”.
وتنفذ السفينة التركية “يافوز” أعمال حفر قبالة سواحل قبرص منذ نهاية نيسان/ابريل الماضي. وأكد وزير الطاقة التركي فاتح دونماز الخميس أن أعمال الحفر لن تتوقف. وقال لوكالة أنباء الأناضول الحكومية إن “تركيا تواصل نشاطاتها للحفر والأعمال الزلزالية (…) في شرق المتوسط بلا توقف”.
ووجه الاتحاد الأوروبي مطلع هذا العام تحذيرا إلى تركيا بخصوص عمليات التنقيب التي تقوم بها، مع إعلان أنقرة وصول سفينة تنقيب تابعة لها قرب الجزيرة.
ودعت الدول الأوروبية تركيا مرارا إلى وقف أنشطة التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص لأنها تتداخل مع المنطقة الاقتصادية لقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق هذا العام، جمد الاتحاد الأوروبي أصول مواطنين تركيين مشاركين في العمليات ومنعهما من دخول أراضيه، لكن أنقرة لم تتراجع.
وردت تركيا أمس الجمعة على بيان وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي وقالت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، حامي آقصوي، إن التصريحات الأخيرة، “أحدث مثال على خطاباتهم العقيمة”.
متحدث الخارجية التركية قال ردًا على ذلك في بيانه “هذه التصريحات تعتبر أحدث مثال على تلك الخطابات والتصريحات العقيمة التي تكرر نفسها وليس لها أية فائدة من حيث المعنى”.
وأضاف منتقدا دعم جزيرة قبرص المعترف بها دوليا “وما يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقوم به هو أن يتصرف بحس سليم، ويضع في اعتباره المنافع والحقوق المشروعة لجمهورية شمال قبرص التركية بدلًا من الانصياع المطلق والأعمى لليونان وقبرص الرومية تحت ستار التضامن”.
وتعارض كل من جمهورية قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، أنشطة التنقيب عن الطاقة التي تجريها تركيا شرق المتوسط.
فيما رفض الرئيس التركي رجب أردوغان “تحذيرات” الاتحاد الأوروبي، وقال إن تركيا بها أربعة ملايين لاجئ، أغلبهم سوريون، ويمكن أن تفتح لهم الأبواب في اتجاه أوروبا.
–