نيويورك (زمان عربي) – وجهت صحيفة” نيويورك تايمز” الأمريكية، في افتتاحيتها، انتقادات عنيفة لعملية الاعتقالات التي شنّتها السلطات التركية، يوم الأحد الماضي، على صحيفة “زمان” الأكثر مبيعًا في البلاد ومجموعة”سامان يولو” الإعلامية. ولفتت إلى أن الهدف من اعتقال الصحفيين والكتّاب هو التستّر على فضائح أعمال الفساد التي تكشفت وقائعها في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013 المتهم فيها بعض الوزراء السابقين من حكومة حزب العدالة والتنمية التي كان يرأسها رجب طيب أردوغان.
ووصفت الصحيفة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه قائد مستبد يعيش في عالم موازٍ، أي يتصرف حسب أهوائه. ولفتت إلى أن عملية اعتقال الصحفيين (14 ديسمبر) وقعت قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الأولى لأعمال الفساد والرشوة في 17 ديسمبر. وأرجعت السبب إلى أن الحكومة تحاول الحيلولة دون التذكير بالفضائح التي ظهرت على السطح العام الماضي.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان دفاع أردوغان عن ضرورة إجراء عملية اعتقال الصحفيين وكتّاب السيناريو ومخرجي المسلسلات في 14 ديسمبر بحجة الكشف عن عملاء “الكيان الموازي”.
وأضافت الصحيفة قائلة: “إن انتقادات أردوغان ومساعيه التي يبذلها من أجل تكميم أفواه المعارضين وتضييق الخناق عليهم، تظهر بوضوح أنه – أردوغان- زعيم مستبد يعيش في “عالم مواز” قلب فيه دولة القانون رأساً على عقب وقمع حرية الفكر مع أنه يزعم أن تركيا دولة ديمقراطية وعضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي”.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة التركية أعلنت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي استراتيجية جديدة في مرحلة المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي لم تحرز فيها أية تقدم يذكر منذ فترة طويلة.
ولفتت إلى تصريحات الرئيس أردوغان التحذيريّة لبروكسل – أعضاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي- بعدم تدخلهم في شؤون دولته والتركيز على شؤونهم الشخصية عقب الانتقادات التي وجهها الاتحاد الأوروبي على اعتقالات الصحفيين في 14 ديسمبر .
وقالت الصحيفة الأمريكية إن جنون الغطرسة والعظمة المصاب بها أردوغان تثير مخاوف عميقة. وأوضحت أن أردوغان يخطط في دورة مجموعة العشرين المقبلة، التي سترأسها تركيا على تنظيمها، لاستغلال هذه الفرصة لزيادة اعتبار وسمعة الدولة على الساحة الدولية إلا أن اعتداءات أردوغان على الحقوق الديمقراطية تثبت عكس ذلك تماما.