تقرير: محمد عبيد الله
إسطنبول (زمان التركية) – كشف نائب سابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عن وقوع حالات اختطاف وإخفاء قسري لمواطنين بعد محاولة الانقلاب “المدبرة” في 15 يوليو 2016.
مصطفى يَنَر أوغلو دخل البرلمان ممثلًا عن حزب العدالة والتنمية لثلاث دورات، وانتخب لعضوية لجنة الإدارة المركزية لاتخاذ القرار، وهي الهيئة الأعلى داخل حزب العدالة والتنمية، كما أنه تسلم رئاسة لجنة التحقيق البرلمانية حول حقوق الإنسان، ثم تقدَّم باستقالته من حزب العدالة والتنمية في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، لينتقل إلى حزب الديمقراطية والتقدُّم الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان في 9 مارس/ آذار 2020.
ذكر مصطفى يَنَر أوغلو خلال مشاركته في برنامج على قناة “قرار تي في” أنه: “في الفترة التي شغلتُ فيها رئاسة لجنة التحقيق البرلمانية حول حقوق الإنسان، بدأت وقائع خطف المواطنين. في ذلك الوقت تحدثت مع المسؤولين المعنيين. وذهبت لهم وقلت لهم: إن لم يظهر هؤلاء الأشخاص خلال 3 أو 4 أسابيع سأقوم بعمل اللازم، وسأتحدث عن الأمر في منصات ومحافل مختلفة. تمكنَّا من حل هذا الأمر في ذلك الوقت، فقد ظهر هؤلاء الأشخاص خلال 3-4 أسابيع في مخافر الشرطة وغيرها من الأماكن. أنا أعرف جيدًا كيف حدث ذلك، وكيف تطور الأمر، ومن يقفون وراء ذلك. لو لم أعلم لما تكلمت بهذه الثقة. وأعلم جيدا من التهديدات التي أتلقاها أنه سيكون ثمنا لما أكشفه الآن”.
وخلال حالة الطواري التي أعلنت عقب الانقلاب واستمرت لمدة عامين تم اعتقال نحو 35 ألف شخص بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة والمشاركة في تدبير انقلاب 2016، وبالتهم ذاتها تم فصل أكثير من 130 ألف شخص من وظائفهم.
وتابع يَنَر أوغلو بأن مئات الآلاف من المواطنين يخضعون اليوم للمحاكمة والاعتقال والفصل من الوظيفة العامة بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي (حركة الخدمة)، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون هناك تنظيم إرهابي يبلغ عدد أعضائه الملايين.
وأفاد يَنَر أوغلو أنه لما اعترض على العمليات غير القانونية التي وقعت بعد محاولة الانقلاب المزعومة على يد الحكومة قال أحد الوزراء له: “مصطفى أنت لا تعلم هؤلاء.. فقد أمضيت عمري بينهم (أفراد حركة الخدمة)، أنا أعرفهم جيدًا”، ثم عقّب بقوله: “أي تصوروا أن الوزير يعترف بأنه أمضى عمره بين أعضاء الجماعة، ولا يتعرض لأي ملاحقة أو محاكمة، لكن يتم اعتقال كل من له أدنى صلة بهذه الجماعة.. هذا خروج صارخ على القانون”.
Mustafa Yeneroğlu, itiraf ediyor, Bizzat Akp’nin içinden ilk ağızdan konuşuyor;’Zulüm yapılıyor, insanları devlet kaçırıyor, Açıkça hukuk çiğneniyor.‘
Tüm yapılan Zulüm ve Hukuksuzluklar kayıtlara geçiyor, maşalar ve sahipleri ömür boyu hapisler alırlar!pic.twitter.com/h0LJdUe9ja— Av.Osman Zerey (@Av_OsmanZerey) May 12, 2020
وأضاف يَنَر أوغلو: “أنا حزين وأخجل مما حدث. أخجل باسم هؤلاء الأشخاص (الذين خطفوا الناس). كيف يتمكنون من النظر في وجه أطفالهم. لهذه الدرجة يضعون القوانين تحت أقدامهم. إن الحياة قصيرة، انظروا لقد جربنا ذلك بالفعل، حيث نواجه اليوم فيروس كورونا. قد نتعرض لأي شيء في أي لحظة. السياسي الراحل محسن يازيجي أوغلو له كلمة قيّمة للغاية، لكن لا أريد أن أذكرها هنا تأدبا. الأمر لا يستحق كل هذا القدر من الجور، لا يستحق كل هذا القدر من الخروج على القانون، لا يستحق كل هذا الظلم، لا شيء يستحق كل ذلك”.
وكان رئيس حزب الاتحاد الكبير محسن يازيجي أوغلو حذر حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان قبل مقتله في 2009 قائلاً: “لقد حملكم هذا الشعب المتدين إلى السلطة لكي تحاسبوا اللصوص الذين نهبوا أموال هذا البلد وتنالوا من المحصنين قانونيًّا.. لكني بدأت أشتم روائح كريهة نتنة من أعمالكم وإجراءاتكم.. لذا أحذركم من هنا”.
وقال في نفس الصدد: “ليس لأحد منا ضمان البقاء بعد ثانية.. قبض الروح يتحقق خلال ثانية.. ولا نعلم أين ومتى وكيف وعلى أي حال سيأتي ملك الموت ليقبض أرواحنا. بمعنى أنكم لا تستطيعون التحكم حتى في ثانية من حياتكم. لذلك لا معنى ولا جدوى للتكالب على حطام الدينا والتحول والتغير والتذبذب إلى هذا الحد.. يجب علينا أن نعيش مستقيمين ونقف مستقيمين ونلتزم الصراط المستقيم دون حيد وميل عنه.. إنني حاولت العيش هكذا طيلة حياتي وسوف أبقى هكذا دون تغير بإذن الله تعالى”.
https://www.youtube.com/watch?v=mipEZVAZgNs
يذكر أن محسن يازيجي أوغلو لقي مصرعه في حادث طائرة مروحية أثناء حملة الانتخابات المحلية التي أجريت عام 2009 بصورة مثيرة للشبهات، ليتولى رئاسة حزب الاتحاد الكبير القومي مصطفى دستيجي، وهو الآن يعتبر أحد الأحزاب الحليفة لحزب العدالة والتنمية، إلى جانب حزب الحركة القومية.
–