أنقرة (زمان التركية) – فتح مجلس القضاة والمدعين العامين في تركيا (HSK) تحقيقًا مع القاضية عائشة صاريصو بهليفان، بعد تغريدات على تويتر عبرت خلالها عن تضامنها مع المغني اليساري إبراهيم جوكتشك الذي توفي قبل أيام بسبب مضاعفات الإضراب عن الطعام.
وسائل الإعلام والصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية، وعلى رأسها صحف “تقويم” و”صباح”، بدأت حملة هجوم على القاضية عائشة صاريصو بهليفان، من ثم فتح مجلس القضاة والمدعين العامين تحقيقًا معها.
والأسبوع الماضي عقب إنهائه إضرابه المفتوح عن الطعام لمدة 323 يوما نُقل جوكشاك إلى أحد المستشفيات حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، وأمس الأول في حوالي الساعة 22:00 نُقل جثمان جوكشاك إلى قيصري ووضع بمشرحة مقابر أصري.
القاضية عائشة صاريصو بهليفان علقت على الواقعة عبر تويتر، قائلة: “الأغاني الشعبية لا تضر أحدًا. كان يجب أن يعيش إبراهيم جوكتشك”.
وكان قد تجمعت مجموعة من الشباب الذين ينتمون لتنظيم الذئاب الرمادية معلنين رفضهم دفن جوكشاك في قيصري فقاموا بقطع الطريق أمام السيارة رافعين هتافات “اللعنة على حزب العمال الكردستاني”، وعبر الشباب عن رفضهم لدفن جوكشاك داخل مدينتهم مهددين بإخراج جثمانه وحرقه حتى بعد دفنه.
وبعد انتظارهم في الشارع لمدة ساعتين تفرقت المجموعة عقب مطالبات الشرطة لهم عبر المكبرات.
وعلى الرغم من الأفعال الاستفزازية دفنت عائلة وأصدقاء جوكشاك جثمانه في قيصري، وشارك في الجنازة زوجة جوكشاك المعتقلة، سلطان جوكشاك، برفقة أفراد من قوات الدرك.
وتأتي وفاة إبراهيم بعد شهر من وفاة زميلته في الفرقة المغنية هيلين بوليك بالسجن بعد 288 يوما من دخولها معه في إضراب عن الطعام احتجاجا على ملاحقة السلطات لأعضاء فرقتهم (فرقة يوروم Grup Yorum) الموسيقية التركية الشهيرة ذات التوجهات اليسارية الاشتراكية.
وكانت المغنية هيلين بوليك وإبراهيم جوكشيك دخلا في إضراب عن الطعام، لممارسة الضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان بغية رفع الحظر المفروض على حفلاتهم الموسيقية والإفراج عن أعضاء الفرقة المسجونين ورفع أسمائهم من قوائم المطلوبين وإسقاط دعاوى قضائية بحقهم، ووقف مداهمة مراكزهم الثقافية.
وكان مكتب محاماة “Halk” قال في مارس/ آذار الماضي إن الشرطة داهمت منازال خمسة من موكليه واعتقلتهم وهم أعضاء في فرقة يوروم الموسقية اثنان منهما كانا هالين بولاك وإبراهيم جوكتشاك واصطحبتهم إلى أماكن مجهولة.
وأعلن عضوا الفرقة الإضراب عن الطعام في منتصف عام 2019 من أجل المطالبة بإطلاق سراح أعضاء فرقة يوروم الموسقية وإنهاء ممارسة الضغوطات عليهم وفعالياتهم.
وحظرت حفلات وألبومات الفرقة التي تأسست عام 1984 على مدى عدة سنوات، وتعرض عدد من أعضائها للإعتقال والتعذيب، وتتهم الحكومة التركية فرقة يوروم بأنها مرتبطة بحزب التحرير الشعبي الثوري، لكن الحركة التي تلتزم بالغاء الثوري تنفي انتمائها لأي حزب سياسي.
–