أنقرة (زمان التركية) – يبدو أن محاولات الرئيس التركي رجب أردوغان الدفع بأوكرنيا إلى تسليم الضابط العسكري التركي السابق نوري جوكهان بوزكير المتهم في عدة قضايا حساسة في تركيا بائت بالفشل.
ومع أن الرئيس أردوغان تدخل شخصيًا لترحيل بوزكير الضابط السابق بالقوات الخاصة إلى تركيا، أثناء زيارته الأخيرة إلى كييف، إلا أن السلطات الأوكرانية اتخذت مؤخرًا قرارًا بإلغاء قرار الإقامة الجبرية المفروض عليه، مع حظره من مغادرة العاصمة الأوكرانية “كييف”، بينما تواصل أكرانيا دراسة طلبه باللجوء السياسي.
ويبدو أن أردوغان كان يريد استغلاله في إعادة فتح ملف وتحقيقات تنظيم أرجنكون -الدولة العميقة- لصلته بأعضاء بارزين تابعين لهذا التنظيم، كما أنه يعد أحد أبرزالمتهمين باغتيال المؤرخ التركي الدتكور نجيب هامبلميت Necip Hablemitolu في عام 2002.
وكان بوزكير البالغ من العمر (45 عامًا) قد فصل من عمله كنقيب في القوات الخاصة بالجيش التركي، بتهمة انتمائه لعصابة “ساوونا” المرتبطة بتنظيم أرجنكون المؤلف أعضاؤه بشكل أساسي من العسكريين في الخدمة والمتقاعدين، وأصدرت النيابة العامة في أنقرة قرارًا بضبطه وإحضاره وإصدار مذكرة حمراء في حقه لدى الإنتربول، بتهمة انتمائه إلى عصابة ساوونا الإجرامية.
كما أن بوزكير الذي كشفت التحقيقات أن المقربين منه يدعونه بـ”القائد” كان بين المشتبه بهم في واقعة العثور على مواد متفجرة في شاحنة تحمل حمولة من البصل، في بلدة ألتشا قلعة التابعة لمدينة شانلي أورفا، متوجهة إلى الأراضي السورية.
ثم ألقي القبض على بوزكير من قبل قوات الأمن في كييف في عملية خاصة بتاريخ 10 يوليو/ تموز الماضي، خلال تواجده في أحد المطاعم التركية في العاصمة “كييف”، بتهمة تورطه في واقعة اغتيال عضو هيئة التدريس في جامعة أنقرة الدكتور نجيب هامبلميت أوغلو في عام 2002، بعدما تقدَّمت وزارتا العدل والخارجية التركيتان في 2019 بطلب أمام السلطات الأوكرانية من أجل تسليم بوزكير.
الكاتب الصحافي التركي آدم يافوز أرسلان أوضح في مقال له أن تدخل أردوغان وتركيزه في قضية الدكتور نجيب هامبلميت أوغلو رغم سكوته عنها منذ سنوات، يكشف أنه يخطط لاستخدام بوزكير كورقة ضغط تجاه تنظيم أرجنكون، وأنه تلقى معلومات من مصادره الخاصة أنه، أي أردوغان، من الممكن أن يعيد فتح ملفات قضية أرجنكون من خلال التركيز على علاقات بوزكير بالعقيد المتقاعد لافينت جوكتاش والرائد فكرت أميك الذي عثر على أعداد كبيرة من السلاح في منزله، وكلاهما من المتهمين في قضية تنظيم أرجنكون، وذلك بعدما أغلق هذه الملفات بموجب تحالف عقده مع الجناحين الأوراسي والأطلسي للتنظيم في مواجهة عدوهم المشترك أعضاء الأمن والقضاء الذين أطلقوا تحقيقات أرجنكون في 2007 وتحقيقات الفساد والرشوة في 2013، متهمين إياهم بالانتماء إلى ما سموه منظمة فتح الله كولن.
–