أنقرة (زمان التركية) -بدأت بعض الدول إرسال مساعدات طبية إلى الدول الأخرى للتضامن معها في ظل جائحة كورونا؛ تركيا من بين هذه الدول التي أرسلت مساعدات لدول أخرى، في ظل تساؤلات داخلية وخارجية عن السر الذي يدفع أنقرة التي تجاوز عدد إصابات كورونا فيها 112 ألفًا إلى ذلك.
حسب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس مكتب الاتصال التابع لرئاسة الجمهورية فخر الدين ألتون، فقد أرسلت تركيا مساعدات طبية لعدد 55 دولة، وأن وزيرا إنجليزيا يحاول إسكات شعبه بأنهم في انتظار مساعدات من تركيا، وأن الأمين العام لحلف الناتو يمدح تركيا بسبب تقديمها مساعدات لدول الحلف الأخرى.
وأمس قال الرئيس التركي رجب أردوغان في كلمة متلفزة إلى الشعب “سنرسل غدا مساعدات طبية إلى الولايات المتحدة عبر طائرة نقل عسكرية تركية، وتتضمن المساعدات كمامات ومواد طبية لحماية الوجه والعيون وكمامات إن 95 وملابس واقية ومواد معقمة”.
الكاتب الصحافي التركي فاتح يورتسافار أوضح أن نظام أردوغان وحزب العدالة والتنمية يوهم الرأي العام التركي أن النظام القوي في البلاد لا يكافح فيروس كورونا في تركيا فقط وإنما في العالم أجمع من خلال تقديم المساعدات.
الخبير الاستراتيجي يافس جوتيت أوضح أن ما يقوم به نظام أردوغان هو إقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بأن الأمور تسير على ما يرام في تركيا وأنه لا يوجد انهيار داخلي، مشيرًا إلى أن ظهور أي إشارات ولو قليلة عن بدء انهيار النظام قد يؤدي إلى تدخل من عناصر داخلية وخارجية وظهور وجوه بديلة جديدة.
وأشار إلى أن ما يجعل نظام أردوغان على قمة الحكم هو أنه يقوم بشن حرب نفسية وبروباجندا والتواصل الاستراتيجي من أجل خلق وعي لدى الرأي العام الداخلي والخار بأن الوضع تحت السيطرة.
ولفت إلى أن الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإنجلترا تمنح العاملين في قطاع المنسوجات منح ومساعدات من أجل البقاء في منازلهم، بينما أردوغان يضغط على قطاع المنسوجات في تركيا والذي يعتبر أهم قطاعات إنتاج الكمامات الطبية، من أجل إنتاج الكمامات وإرسالها إلى الدول الأوروبية في صورة مساعدات عن طريق الشركات التابعة لرجال الأعمال المقربين منه.
وأوضح أن المواطنين الأتراك يحتاجون إلى القيام بإجراءات محددة للحصول على الكمامات التي أعلن أردوغان توزيعها مجانًا، بينما يوهمهم بأن تركيا قوية لدرجة أنها تساعد العالم أجمع للسيطرة على الفيروس.
وأن أردوغان يحاول وهم الرأي العام العالمي أيضًا بأن تركيا تراعي حقوق الإنسان من خلال هذه المساعدات، للتستر على وجود عشرات الآلاف من السجناء والمعتقلين المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
ولفت إلى أن أردوغان بتقديمه مساعدات لبعض الدولة مثل إنجلترا، يترك الباب مفتوحًا من أجل طلب دعم مالي من تلك الدول، مشيرًا إلى أن مدح تركيا في الاجتماع الأخير لوزراء دفاع الناتو بسبب مساعداتها لدول الحلف الغرض منه فقط هو توضيح أن تركيا لاتزال تحت عباءة الحلف، بعدما اهتزت الثقة بين الطزفين نتيجة ازمة صفقة صواريخ S-400 الروسية.
وارتفع إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في تركيا حتى مساء الإثنين إلى 112 ألفًا و262 حالة، وارتفع إجمالي أعداد الوفيات إلى 2900 حالة.
وقال أردوغان أمس أنه سيتم فرض حظر تجول في 31 ولاية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الجمعة، وقال إن الحكومة تخطط لمواصة فرض حظر التجوال نهاية كل أسبوع حتى عيد الفطر.
–