(زمان التركية)- نشر المفكر الإسلامي التركي فتح الله جولن مقالا بمناسبة شهر رمضان الذي يحل على الأمة الإسلامية بينما يتفشى فيروس كورونا في العالم، داعيًا إلى تحويل المحنة إلى منحة.
قال جولن في مقاله: “إن المساجد هذا العام ستتحرق شوقًا إلى المؤمنين الذين كانت تكتضّ بهم في صلاة التراويح، وستَحُول المسافات دون لقاء العائلات والأقارب والأصدقاء بعد أن كانت تجمعهم موائدُ الإفطار”.
وذكر أن هذا العام سينضمّ مَن يعانون من أعراض الإصابة بفيروس كورونا إلى فئة المرخصين لهم بعدم الصيام من الأطفال الصغار والمسافرين والحوامل والمرضى.
فتح الله جولن قال إن هذا العام سنخصّ بالدعاء العاملين في مجال الرعاية الصحية، وعمال الطوارئ وغيرهم من الموظفين الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل صحة أفراد المجتمع وتوفير حاجاتهم الأخرى.
جولن قال أيضًا إن “اتباع التدابير التي تتخذها السلطات في مواجهة تداعيات أزمة كورونا كما أنه مسؤولية تفرضها علينا المواطنة والإنسانية كذلك هو واجب تقتضيه ضرورة احترامنا لسنن الله في الكون ومراعاتنا للأسباب التي جعلها سبحانه وتعالى ستارًا لأفعاله وإجراءاته في الدنيا.
وشجع المفكر الإسلامي التركي على استخدام الإنترنت بشكل أمثل، وقال “يجب علينا استغلال هذه التقنيات الحديثة للتواصل مع الناس وتقديم الحقائق المعنوية وموارد الحكمة لهم، وخاصة الأجيال الشابة منهم، بلغة يفهمونها وصيغة يستوعبونها بسهولة”.
كما حثّ على تضافر الجهود الدولية لإيجاد الحلول بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين قائلاً: “يجب أن نركز على جعل أنفسنا عونًا للمحتاجين بدلاً من البحث عن أناس آخرين لإلقاء اللوم عليهم. حيث إن الزعم بأن بعض الأشخاص أو الشعوب يستحقون أن تحل بهم المصيبة والبلاء، انطلاقًا من نزاعات وتوترات سابقة، سلوك لا يليق بالإنسان الكامل”.
جولن أضاف: “مع دخولنا هذا الشهر الفضيل، من المهم أن نتحلى بالأمل ونبتعد كل البعد عن اليأس الذي يقود الإنسان إلى الدعة والعطالة. إن التاريخ الإنساني يحفل بقصص تسرد كيف تغلبت البشرية على تحديات كبيرة في الماضي بفضل التضامن والتكافل بإذن الله تعالى”.
ختم المفكر الإسلامي التركي مقاله بالقول “صحيح أن احتفالنا بشهر رمضان سيكون مختلفًا هذا العام مما احتفل به السابقون، غير أنه سيحافظ بلا شك على طابَعه الذاتي ولونه الخاص وسيظل سلطان الشهور بصومه وصلاته وتراويحه التي من المفترض أنها ستكتسب عمقًا آخر في هذه الفترة، وبتلاوة القرآن والأعمال الروحية والمالية من التفكر والتذكر ومحاسبة النفس والزكاة والصدقة وغيرها”.