تل أبيب (زمان التركية) – قال المحلل سايمون والدمان في مقال بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الرئيس التركي رجب أردوغان يستغل بنجاح أزمة فيروس كورونا لإعادة صياغة إدارته وتعزيز سلطته في البلاد.
وأكد سايمون والدمان عضو جمعية “هنري جاكسون” والباحث الزائر بكلية “كينجز كوليدج” في لندن، أن أردوغان يضاعف سلطته ونفوذه أثناء الوباء العالمي من خلال قمع خصومه ومنتقديه السياسيين والمدنيين.
وكانت السلطات التركية بدأت تحقيقات مع العديد من الصحفيين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك فاتح بورتاكال، المذيع في قناة “فوكس نيوز” التركية، بعد أن انتقد في تغريدة حملة التبراعات التي أطلقها أردوغان داعيًا المواطنين للإسهام بأموالهم في مكافحة فيروس كورونا.
كما فتحت السلطات التركية تحقيقات مع 410 مواطنًا لمجرد نشرهم مشاركات حول كورونا تعتبرها الحكومة “شائعات”، بالإضافة إلى أنها فتحت تحقيقات إدارية حول عدد حول آراءهم المخالفة للحكومة فيما يخص سبل مكافحة جائحة كورونا.
وتخضع الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي في تركيا إلى رقابة مشددة، ويمكن أن تودي على سبيل المثال تغريدة على موقع تويتر بصاحبها في السجن بتهم مثل “الدعايا لمنظمة إرهابية” أو “إهانة الرئيس” أو “نشر الشائعات”.
تطرق الكاتب الإسرائيلي والدمان أيضًا إلى قانون العفو الذي وافق عليه البرلمان بفضل أصوات الحزب الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية ليتم الإفراج عن السجناء الجنائيين بموجبه، معلقًا بقوله: “القانون أبقى النشطاء السياسيين والصحفيين في السجون بينما أطلق سراح أكبر المجرمين”.
وأعاد والدمان للأذهان أن تركيا لن تتجه للانتخابات العامة المقبلة قبل عام 2023، مستدركًا بقوله: “إلا أن أردوغان يدرك أن نجاحه الانتخابي في المستقبل سيعتمد بنسبة كبيرة على الطريقة التي يتعامل بها اليوم مع أزمة كورونا، علمًا أن تركيا سابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد الإصابات بالفيروس”.
والدمان ذكر أيضًا أن نظام أردوغان منع كذلك البلديات التي تسيطر عليها المعارضة من تنظيم حملات لجمع التبرعات، رغبة في التفرد بالحصول على المكاسب السياسية التي ستترتب على تخفيف أي مشقة نابعة من حظر التجوال على المواطنين، على حد تعبيره.
ثم أردف المحلل الإسرائيلي سايمون والدمان بقوله: “عندما يتراجع تفشي الفيروس ويكسر الأتراك عزلتهم لمواجهة العواقب الاقتصادية للوباء العالمي، يكاد يكون من المحتم أن يستخدم الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم قوة الدولة الغاشمة لقمع الأصوات الناقدة من جانب، ويكلّف وسائل الإعلام الموالية له بتلميع اسمه وتقديمه كمنقذ للبلاد، الأمر الذي سيشكل مثالًا ونموذجًا لتقتدي به السلطات الاستبدادية الأخرى في العالم”، وفق قوله.
ووفق تقرير لوكالة رويترز تهدد الحكومة التركية وفق قانون تعده حاليًا، منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة بإجراء ضدها، إذا لم تعيين ممثلين لها في البلاد، يتعاونون مع السلطات في معالجة مخاوف متعلقة بما ينشر على منصاتها، الأمر الذي يشير إلى سعي حكومة الرئيس رجب أردوغان لتحجيم الانتقادات وانتشار المعلومات غير المرغوب فيها على وسائل التواصل الإجتماعي.
وبحسب “رويترز” هناك مسودة القانون تنص على أن الشركات التي لا تلتزم بالإجراءات الجديدة قد تتعرض لخفض عرض النطاق الترددي لها إلى النصف بعد 30 يوماً بأمر من المحكمة، ثم خفضه بنسبة 95% إذا استمرت بتجاهل القانون 30 يوماً أخرى.