القاهرة (زمان التركية)ــ قال البرلماني الكردي عمر فاروق جرجيلي أوغلو عضو حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، في حوار مع صحيفة (روز اليوسف) المصرية، إن التفشي السريع لفيروس كورونا في البلاد سببه التأخر في التعامل مع الأزمة، وعدم الاستجابة للتحذيرات التي يطلقها حتى ممن عينتهم الحكومة لمكافحة الوباء، وقال النائب الكردي إن سجون تركيا بها حوالي 50 ألف سجين سياسسي، وأن الرئيس رجب أردوغان يصر على التعامل مع السياسيين وأصحاب الرأي على أنهم إرهابيين، وأنه خدع الجميع واتبع خلال السنوات الخمس الأخيرة سياسات ديكتاتورية، وتحول إلى فكر متعصب فيما يخص حل القضية الكردية.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته الصحفية المصرية أماني عزام:
ما هو سبب سرعة انتشار فيروس كورونا فى تركيا؟
– تفشى فيروس كورونا فى تركيا جاء نتيجة سياسات الإهمال والتعامل المتأخر مع الأزمة، خاصة أنه كان من المتوقع أن الوباء سيأتى تركيا بعد حدوث الأزمة فى الصين، وربما يكون الفيروس جاء مبكرًا، لكن لم يشعر به الكثيرون نظرًا لكون أدوات التشخيص الموجودة فى تركيا محدودة جدًا، كما أن الاختبارات كانت غير كافية، لأن حكومة أردوغان اعتقدت أن الفيروس لن يأتى لبلادنا ولم تقم بفحص المواطنين، وعندما قامات ببعض الاختبارات كانت لحالات قليلة للغاية وغير كافية، علاوة على أن الوضع صعب للغاية، وتحذيرات المجلس العلمى لا تؤخذ فى الاعتبار بما فيه الكفاية، وأعتقد أن هذا الاضطراب وعدم الخبرة فى التعامل مع الأزمة هو الذى أجبر وزير الداخلية على الاستقالة، بعد أن جلبت له سياسات أردوغان الصحية المغلوطة الكثير من الأزمات والمتاعب، فضلًا عن وضعه فى وجه المدفع لتحمل نتائج هذه السياسات الخاطئة، ما قد يفقده درجة عالية من شعبيته أو يفقده سلطته.
■ بصفتك متابعاً لأوضاع المساجين.. كم يبلغ عدد المعتقلين السياسيين والمعارضين فى السجون؟ وما هى الأساليب المتبعة فى التعامل معهم؟
– يمكننا القول أن هناك حوالى 50 ألف سجين سياسي، حيث يصر أردوغان على ملء السجون بالسياسيين، كما أنه بفعل سياساته الديكتاتورية لم يفكر فى العدالة ولم يأخذ فى الاعتبار استبعاد السجناء السياسيين من عقوبات وأحكام الإعدام.
■ كيف ترى أوضاع الصحفيين ووسائل الإعلام فى ظل عهد أردوغان؟
– الصحفيون فى تركيا يعيشون أصعب فترة ويعانون من ضغوطات متزايدة لم يشهدونها فى تاريخهم، حيث يضغط أردوغان بشدة على وسائل الإعلام، ويتعامل مع التعبير عن حرية الرأى على أنها إرهاب وتهديد لشخصه، ولذلك يتبع أساليب غير قانونية للغاية خاصة مع الصحفيين، هناك أكثر من 100 سجين صحفي، وقد تم إغلاق العديد من المواقع الإلكترونية..وبلاشك أصعب مهنة فى تركيا خلال عهد أردوغان هى الصحافة لأن الصحف التى تؤيد أردوغان وسياساته تكسب المال، بينما لسوء الحظ فإن أولئك الذين ينتقدون أردوغان وممارساته يتعرضون للإفلاس.
■ كيف ترى تعامل نظام أردوغان مع ملف حقوق الإنسان؟
– أردوغان يدير ملف حقوق الإنسان بشكل سيئ للغاية، فى السنوات الأولى لحكمه كان لحزب العدالة والتنمية فى تركيا أهداف مثل الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبى وإرساء الديمقراطية، فمنح جميع الملفات مساحة من الديمقراطية لإعطاء فرصة للحكومة فى هذه المرحلة، ثم قدموا دعماً واسعاً لحل بعض المشاكل، وبعد ذلك ابتعد أردوغان عن المشاكل التى اعتبرها محفوفة بالمخاطر بالنسبة له لحماية سلطته، وتحول إلى فكر متعصب حول حل القضية الكردية، والسلام مع الشعب العلوى والعديد من الشعوب الأخرى، وخدع ناخبيه وتخلى عن طموحه فى الديمقراطية وتطور مفاهيم أكثر تشددًا للعب للجمهور، حيث انضم إلى تجمعات فى القرآن الكريم، ثم ذهب لتخويف خصومه..أردوغان لم يكن صادقًا فى خطوات التحول الديمقراطي، فبمجرد ماشعر بخطورتها عليه ركلهم جميعًا وبدأ تنفيذ سياسات ديكتاتورية وفرض ضغوط كبيرة خاصة فى السنوات الخمسة الماضية، حيث كانت تتزايد الضغوطات كل دقيقة وكانت هناك انتهاكات جسيمة فى حقوق الإنسان، ليس فقط ضدنا نحن كمعارضين، ولكن أيضًا ضد المعايير الإنسانية والقانونية العالمية التى أكدت هذا.
وسقطت تركيا بسرعة كبيرة فى جميع قوانين المؤشرات العالمية، واستقلال القضاء، والديمقراطية، وسيادة القانون، خلال فترة حالة الطوارئ، خاصة بعد محاولة الانقلاب، حيث قام بمطاردة الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالانقلاب لمجرد تعاطفهم مع منافسه جولن، كما كان يتبع سياسات عنصرية بالفعل ضد الأكراد منذ سنوات، وبعد عملية الحل، وازداد الضغط على الأكراد بشكل مكثف، ورأى أن مطالب الأكراد تعادل الإرهاب، مما خلق ملفات انتهاك خطيرة لا تعد ولا تحصى، كما كانت هناك مشاكل كبيرة فى كل المجالات مثل حرية الفكر، والحق فى الحياة، وحرية الدين والضمير، السجون تعج بالسجناء، والناس تتعرض للتعذيب فى مراكز الاحتجاز، كما تم منح الشرطة سلطات واسعة أدت إلى اتباع وزير الداخلية سليمان سويلو وهو شديد الكره للمعارضة منذ زمن للكثير من ممارسات التعذيب بسهولة بالغة، حييث يتم اختطاف بعض المعارضين وتعذيبهم ثم وضعهم فى السجون مع تجهيز سيناريو بأنهم استسلموا بطريقة أو بأخرى، وهو ما أعاد تركيا 30 عامًا إلى الخلف.
■ هل هناك محاولات من حزب العدالة والتنمية لرفع الحصانة البرلمانية عنك بسبب وقوفك الدائم إلى جانب المظلومين؟
– نعم، حزب العدالة والتنمية يتبع معى ممارسات عنصرية للغاية، بسبب استيائهم الشديد من مواقفى فى دعم المظلومين، وفى العديد من الاجتماعات التى أحضرها يمنعوننى عمدًا من التحدث، ولذلك أشعر بضغط عميق علي، وهناك أيضا عقوبة غير مستأنفة ضدى تم تطبيقها بطريقة سخيفة ومأساوية وهو ما يعد كارثة قانونية، لكن سأستمر فى الوقوف مع الحق حتى النهاية، وسياسات أردوغان ليست ضدى بمفردي، لكنها ضد جميع النواب والأحزاب الذين يعترضون على سياساته أو يتنافسون على الحكم، إنه ديكتاتور لا يقبل الاعتراض والنقد، لكنى أعتقد أننى اكتسبت حب الضحايا والأشخاص المضطهدين فى مناطق مختلفة خلال رحلتى فى النضال من أجل تطبيق حقوق الإنسان فى كل المناطق والأمور، وأفعل هذا لأنه الصواب لكنه طريق صعب وخطير للغاية.
أنا نائب أتعامل مع قضايا مثل التعذيب والانتهاكات والاختطاف من قبل الدولة، وبالتالى فإن الضغوط شديدة على بالطبع، وقد يتخذون خطوات لرفع الحصانة البرلمانية عنى فى أى لحظة، كما يمكنهم فعل ذلك لأصدقائى النواب، ولكن أعتقد إن حدث هذا سيكون أعلى مستوى من الاضطهاد وإهدار حقوق الإنسان، ولن يتمكنوا بعدها من المشاركة مطلقًا فى الحياة السياسية، وهم بالفعل يقومون الآن بانتهاكات وضغوط حقيقية على المعارضة، فى اعتقادى أنها ستكون الخطوات الأخيرة وبالتالى نحن نتوقع حدوث ذلك دائمًا.