إسطنبول (زمان التركية) – اعتبر رئيس حزب المستقبل، في تركيا، أحمد داود أوغلو أن قرار استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، يدل على أن “هناك أزمة في إدارة البلاد”.
أحمد داود أغلو رئيس وزراء تركيا الأسبق علق عبر تويتر على أزمة استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، وقرار رئيس الجمهورية برفضها، بالقول: “علينا جميعًا أن نقيّم ونفكر في الأمر بعد الأزمة التي عشناها على مدار اليومين الماضيين، خاصة من يجلسون على كرسي الحكم يجب عليهم أن يدرسوا المشهد ويستخرجوا الدروس اللازمة”.
وجاء قرار استقالة سليمان صوليو بعدما تسبب قراره المفاجئ بإعلان تطبيق الحظر على التجوال لمدة 48 ساعة قبل ساعات من سريانه في ارتباك المواطنين وتكالبهم على المتاجر لتأمين احتياجاتهم.
داود أوغلو قال: “إن قرار حظر التجوال بحد ذاته تسبب في أزمة، بالرغم من أنه معلن لمواجهة فيروس كورونا. وما ترتب عليه أننا عشنا أزمة وصلت إلى استقالة أحد الوزراء. قرار حظر التجوال قرار صحيح، حتى إنه يجب أن لا يقتصر على عطلة نهاية الأسبوع فقط. ولكن ما شهدناه يوم الجمعة الماضية، من توقيت خاطئ للإعلان والتطبيق بأسلوب خاطئ تسبب في أضرار. هذا الخطأ لا يمكن غض النظر عنه. ويجب بدء التحقيق في هذا الخطأ. سليمان صويلو حاول عدم تكبير الأزمة قائلًا: لم ينزل الشوارع إلا 250 شخصًا فقط، ولكنه قرار خاطئ”.
وأكد داود أوغلو على ضرورة أن تصدر القرارات برأي مشترك من جميع الوزراء بعد التنسيق معهم جميعًا.
أما عن رفض رئيس الجمهورية أردوغان لقرار الاستقالة، فقال داود أوغلو: “السيد الوزير تحمل المسؤولية عما حدث، ولكنه سبق أن قال إن أردوغان هو من أصدر القرار، ليظهر لنا أن هناك أزمة في إدارة البلاد”.
وأضاف: “هذا الوضع كشف أن هناك أزمة، ولكنها ليست أزمة إدارة الوضع الحالي فقط، وإنما أزمة لإدارة الدولة”، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى التي تشهد فيها تركيا استقالة بهذا الشكل وبعدها يتم الإعلان عن رفض الاستقالة.
وأوضح داود أوغلو أن هناك أزمة في التواصل بين الوزراء ومؤسسات الدولة، قائلًا: “من يصدر القرار؟ من يحاسب عليه؟ من يتحمل المسؤولية؟ لا شيء واضح. لا أحد يعلم من يتحمل مسؤولية القرار الخاطئ… يبدو أن هناك أزمة في التواصل بين المؤسسات. لا يمكن الموافقة على إصدار مثل هذا القرار دون التنسيق مع رئيس الجمهورية”.
ولفت داود أوغلو إلى أن القرارات في تركيا لا تصدر من الوزراء أنفسهم وإنما تصدر من دائرة ضيقة، قائلًا: “السبب في ذلك أن هناك من يريد وزراء لهم شخصية ضعيفة. يريدون أن يكون هناك شخصية واحدة قوية، ويعمل الجميع من أجل تلميعها. الوزارات في تركيا ليست مؤسسات يمكن إدارتها بالشخصيات الضعيفة”.
وأمس الإثنين رجح الرئيس التركي رجب أردوغان أن يكون هناك حظر تجول نهاية كل أسبوع “كلما اقتضت الحاجة” في إطار مكافحة وباء كورونا.
في خطاب تلفزيوني، قال أردوغان مساء أمس عقب ترأسه اجتماع الحكومة الذي انعقد عن بعد، “أود الإعلان من الآن عن حظر التجول اعتبارا من الساعة 24.00 ليل الجمعة 17 نيسان/أبريل وحتى الساعة 24.00 ليل الأحد 19 نيسان/ أبريل”.
وحول استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، التي جاءت عقب الفوضى التي أعقبت الإعلان عن قرار حظر التجوال الأسبوع الماضي قبل تطبيقه بساعات، قال أردوغان: “رفضت استقالة صويلو وطلبت منه الاستمرار في منصبه”.
وبرر المسئولين في تركيا حظر التجوال المفاجئ الأسبوع الماضي بأنه يأتي تخوفا من مغادرة الأتراك منازلهم في عطلة نهاية الأسبوع ما يفاقم خطر العدوى بفيروس كورونا.
وأعلنت تركيا أمس عن تسجيل 4093 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و98 حالة وفاة جديدة، ليرتفع عدد الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا إلى 61 ألفًا و049 حالة، والوفيات إلى 1269 حالة.
وحظر التجوال الشامل في تركيا يقتصر على من هم دون سن 20 عامًا، ومن هم أكبر من 65 عامًا، ولا يزال يرفض الرئيس طلبات بلدية إسطنبول المتكررة بتطبيق حظر شامل على مدينة إسطنبول التي تجاوز عدد إصابات كورونا في 60 بالمئة من حجم الإصابات في تركيا.