أنقرة (زمان التركية) – حذر أحد اعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، في تركيا، من التبعات السلبية لقرار حظر التجوال المفاجئ الذي أعلنته وزارة الداخلية التركية مساء الجمعة وطبقته بعدها بساعات، حيث تسبب القرار في حالة ارتباك لدى المواطنين دفعت الغالبية العظمى منهم إلى الشوارع من أجل تأمين احتياجاتهم، خاصة الغذائية.
البروفيسور توفيق أوزلو عضو اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة، علق على المشاهد التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية حول تكدس المواطنين على المتاجر، قائلًا: “أنا حزين للغاية، المقاطع المتداولة مخيفة جدا”.
وأضاف أوزلو في تعليقه على قرار فرض حظر التجوال دون اتخاذ التدابير اللازمة: “نحن أمام احتمال كبير لعدوى مخيفة بسبب عدم اتخاذ التدابير اللازمة وبسبب خروج المواطنين للشارع بشكل جنوني”.
وقال البروفيسور أوزلو: “أنا حزين للغاية، كانت الأمور تسير بشكل جيد، ولكن بعد هذا القرار، سنعيش فاجعة مخيفة بعد عدد من الأسابيع، نتيجة تكالب المواطنين بهذا الشكل. المقاطع المتداولة مخيفة للغاية”.
وتناولت وسائل الإعلام والصحف العالمية ما شهدته تركيا عقب الإعلان المفاجئ عن قرار حظر التجوال الكلي في 31 ولاية يوم الجمعة الماضي، في إطار مكافحة تفشي وباء كورونا.
القرار الذي اتخذ مفاجأة دون أي مراعاة للتدابير اللازمة، أدى إلى تدافع المواطنين بشكل جنوني وتكالبهم على المتاجر والأسواق والمطاعم من أجل تلبية احتياجاتهم، مما تسبب في حدوث تكدس واكتظاظ كبير، وفتح مجالا أكبر لانتقال العدوى.
صحيفة “بيلد” الألمانية علقت على المشاهد المتدوالة على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر اكتظاظ المواطنين أمام المتاجر والمخابز وتكالبهم عليها، قائلة: “فوضى كورونا في تركيا. المواطنون يتدافعون من أجل التسوق في اللحظات الأخيرة. والشجار يندلع بينهم”.
https://twitter.com/bay_benN_s/status/1248720562375069697
وأضافت الصحيفة: “تركيا أعلنت حظر التجوال في 31 مدينة بشكل مفاجئ. وتسبب القرار في فوضى كبيرة. القرار الذي أعلنته وزارة الداخلية في ساعات متأخرة من مساء الجمعة هو حظر مغادرة للمنازل في الولايات الكبرى على مدار 48 ساعة”.
ولفتت الصحيفة الألمانية إلى عدم التنسيق بين مؤسسات الدولة، منوهة بأن الجميع فوجئ بالقرار، بمن فيهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
صحيفة ” Nordkurier” الألمانية أيضًا نشرت مقاطع الفيديو على جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، للحظات الأخيرة قبل تطبيق الحظر، وقالت: “اندلعت المشاجرات، وأصبحت التكدسات في كل مكان. إعلان حظر التجوال في الدقائق الأخيرة دفع المواطنين إلى الشارع”.
وفي السياق ذاته أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة “يني تشاغ” التركية أن أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في تركيا، لم يكونوا على علم بقرار حظر التجوال المفاجئ، الأمر الذي دفع عددا من الأعضاء إلى التفكير في تقديم استقالتهم، إلا أن وزير الصحة فخر الدين كوجا تدخل في الأمر.
قالت الصحيفة إن بعض أعضاء اللجنة العلمية قرروا التقدم باستقالتهم من المهام المكلفين بها، بعد أن فوجئوا بقرار وزارة الداخلية يوم الجمعة الماضي فرض حظر التجوال لمدة 48 ساعة، وما تبعه من تكدس مخيف للمواطنين أمام المتاجر والأسواق والمخابز لتوفير احتياجاتهم دون ارتداء الأقنعة الطبية أو القفازات، رغم رفض الرئيس رجب أردوغان دعواتهم المتكررة إلى فرض حجر كامل على المدن الكبرى على أقل تقدير.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الصحة فخر الدين كوجا نجح في إقناع أعضاء اللجنة في البقاء والتراجع عن استقالتهم، لافتًا إلى أن مصادرها تؤكد أن الوزير فخر الدين كوجا أيضًا منزعج من اتخاذ القرار بشكل مفاجئ.
وكان وزير الداخلية سليمان صويلو أعلن أن الرئيس أردوغان هو الذي اتخذ قرار حظر تجول في 31 ولاية لمدة 48 ساعة.
وسجلت تركيا حتى مساء السبت 52 ألفًا و167 حالة إصابة بفيروس كورونا، وارتفع إجمالي الوفيات إلى 1101 حالة.
–