برلين (زمان التركية)ـــ قتل 9 مسلحيين سوريين من “المرتزقة” الذي يقاتلون في ليبيا تحت راية تركيا ضد قوات الجيش الوطني الليبي على تخوم العاصمة الليبية طرابلس الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني، ومناطق أخرى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد إن حصيلة القتلى في صفوف “المرتزقة” الموالين لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا ارتفع إلى 165 مقاتلا بعد تسجيل مقتل 9 مسلحيين خلال الأيام الماضية.
وينتمي القتلى إلى “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه”، ووفقاً لمصادر المرصد.
المرصد قال إن القتلى سقطوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، والرملة قرب مطار طرابلس ومشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
وكان الجيش الوطني الليبي زعم أن تركيا نقلت ما يقارب من 7500 مقاتل سوري الأراضي الليبية.
أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الليبي قال في مؤتمر صحفي من القاهرة منتصف الشهر الماضي إنه “يتم نقل ما يقرب من 400 إرهابي من سورية إلى طرابلس بشكل أسبوعي وتدريب الإرهابيين في مدينة غازي عنتاب”.
وكان المرصد السوري قال الاحد الماضي إن “المرتزقة” الذين يقاتلون في ليبيا بجانب حكومة الوفاق الوطني، نادمون بسبب “تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها”.
وقال المرصد إن المقاتلين السوريين في طرابلس يعيشون “وسط حالة مذرية”، وذكر أنه “وفقاً لتسجيل صوتي لأحد المقاتلين هناك، تحدث عن ندم الجميع من القدوم إلى ليبيا وبأنهم تورطوا بذلك، داعين الراغبين بالذهاب إلى ليبيا بأن يتراجعوا عن قرارهم لأن الوضع ليس جيد إطلاقاً، فالأتراك تخلفوا عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار أميريكي للشهر الواحد”
وأضاف المتحدث في التسجيل الصوتي: “تركيا دفعت راتب شهر واحد فقط ثم لم تقدم لنا أي شيء، نقيم في المنزل وحتى السجائر لا نحصل عليها في غالب الأوقات، لا نستطيع الخروج من المنزل لأن المنطقة ممتئلة بخلايا تابعة لقوات حفتر”، ويضيف “جميعاً يريد العودة إلى سورية وهناك دفعات تتحضر بالعودة عبر فيلق الشام”.
المرصد ذكر في وقت سابق الشهر الماضي أن قوات “الجيش الوطني” التي يقودها المشير خليفة حفتر “أسرت مقاتلا سوريا من ضمن المرتزقة الذين أُرسلوا إلى ليبيا من قبل تركيا”.
وكان المرصد السوري أشار أيضا إلى ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس عبر تركيا إلى نحو 5000 مرتزق.
وتحدث كذلك عن أن الجانب التركي عمد إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل، ورصد المرصد السوري خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية “طرابلس” حتى الآن إلى نحو 4750 “مرتزق”، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند.
الرئيس التركي رجب أردوغان أقر الشهر الماضي لأول مرة بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا، للقتال مع القوات التركية بجانب قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، ضد قوات الجيش الوطني الليبي يقيادة المشير خليفة حفتر.
ومع تزايد حديث الصحافة عن دفن عسكريين أتراك سرا بعد عودة جثامينهم من ليبيا، اعترف الرئيس التركي رجب أردوغان، الشهر الماضي بسقوط عدد من الجنود الأتراك في ليبيا كذلك مقاتلين سوريين، دون أن يكشف عددهم، لكن ذلك لم يمنع السلطات من ملاحقة الصحفيين الذي يتابعون سقطو العسكريين الأتراك في ليبيا.
ورغم اعتراف أردوغان تواصل السلطات التركية ممارسة قمع واسع على كل من يتناول قضية مقتل الضابط الأتراك في ليبيا.
جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس السبت دعوته إلى وقف القتال في عموم ليبيا، مطالباً بوضع حد للعمليات العسكرية الدائرة حول العاصمة طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي، كما أدان “إستقدام المقاتلين الإرهابيين إلى ساحات القتال”.
وأكد أبو الغيط في بيان على “رفض وإدانة الجامعة العربية لكافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في الشأن الليبي، والخروقات المتعددة لحظر السلاح المفروض على البلاد، وإستقدام المقاتلين الإرهابيين إلى ساحات القتال، بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والإلتزامات التي تعهدت بها الأطراف المشاركة في قمة برلين، والتي يتوجب وضع حد فوري وشامل ودائم لها كلها دون إستثناء”.
–