إسطنبول (زمان عربي) – تبيّن أن جهاز المخابرات الوطني التركي يقوم منذ عام 2004 بمتابعة مجموعة “واضعي الحواشي” المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تم الاستناد إليها كمبرر رئيسي في تحقيقات عمليات اعتقال الصحفيين والكتّاب حيث أعدّ مستشار جهاز المخابرات آنذاك أمره تانر تقريرا مفصلا عن المجموعة التي باتت تعرف باسم “تحشية”.
واللافت أن التحقيقات التي أجريت بشأن مجموعة” تحشية” والتي تحولت إلى قضية في عام 2010 استخدمت كمبرر رئيس في العمليات التي شنّتها السلطات الأمنية يوم الأحد الماضي ضد مجموعة من الصحفيين والكتاّب بتهمة السعي للسيطرة على الحكم في البلاد استنادًا إلى اتهامات لا أساس لها.
وتزعم النيابة العامة أن جماعة “التحشية” شرعت في تكفير الجماعات والطرق الدينية بعدما حذر العلامة فتح الله كولن من فكرهم وآرائهم في أحد دروسه في 2009. إلا أن المعلومات والوثائق التي ظهرت مؤخرا كشف عن أن جهاز المخابرات التركي كان يتابع هذه الجماعة ويراقبها منذ عام 2004. وكانت -المخابرات- هي من أطلق على الجماعة اسم “التحشية”. وبعدها قدّمت معلومات للهيئات الأمنية في عام 2008 عن العملية.
كما قامت شعبة استخبارات الأمن بإرسال بيان في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2008 إلى 12 مديرية أمن ورئاسة شعبة استخبارات تبادلت فيه المعلومات التي توصلت إليها عن الجماعة.
ويُقال إن جماعة التحشية مشكّلة من نحو 5 آلاف شخص يختفون تحت عباءة جماعة النور لمؤسسها الراحل بديع الزمان سعيد النورسي.
كما انتهت حلقات المراسلات بين جهاز مخابرات الدولة ومخابرات الأمن بالمراسلات التي تمت في تاريخي 17 فبراير/ شباط و30 مارس/ آذار 2009. ثم قامت شعبة مكافحة الإرهاب في إسطنبول التي تسلمت التقرير من المخابرات بإرسال الملف إلى محكمة العدل في إسطنبول في 2009. وعليه بدأت نيابة الجمهورية ذات الصلاحيات الخاصة في التحقيقات وتمت متابعة المشتبه فيهم.
وتبين أن محمد دوغان زعيم جماعة” تحشية” الذي أعلن جميع الجماعات الدينية سوى جماعته على أنها كافرة ومنافقة نتيجة عمليات المتابعة أصدر تعليمات بقتل قادة في حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله جول آنذاك.
وأظهرت المقاطع المصورة التي حصلت عليها المخابرات أن دوغان كان يشدد في أحد مجالسه على ضرورة أن يكون للجميع أسلحة في منازلهم ليتمكنوا من قتل أتباع الجماعات والطرق الدينية التي كفّرها. وأنه يقر بقبوله أسامة بن لادن زعيم القاعدة كزعيم لهم، وأن جيشه –بن لادن- هو جيش المهدي.
كما توصل رجال المخابرات إلى معرفة أن جماعة “تحشية” قد أرسلت مقاتلين بطرق غير شرعية إلى كل من أفغانستان والعراق وباكستان. ومازالت تستمر الإجراءات القضائية الخاصة بمحاكمتهم إلى اليوم.