لندن (زمان التركية) – قال البروفيسور التركي أمره ألتنديش، عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة هارفرد البريطانية، والمحاضر بقسم البيولوجي بكلية بوستن، إن الأعداد المعلنة من المصابين بفيروس كورونا (كوفيد- 19) في تركيا ما هي إلا قمة الجبل الجليدي العائم.
البروفيسور ألتنديش أوضح أن اهتمام الرئيس التركي أردوغان بعدم تعطل النشاط الاقتصادي أكثر من أي شئ، سببه أن الإغلاق الاقتصادي وتوقف عجلة الإنتاج تمامًا قد لا يتحملها الاقتصاد التركي في الوقت الحالي، غير أن هذا الخيار سيؤدي إلى انتشار الفيروس كالنار في الهشيم.
وأوضح أن وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا ذكر في حوار صحفي سابق أن ما اتخذته الصين في مدينة ووهان وكذلك إيطاليا من تطبيق إغلاق كامل أمر عظيم، وأنه اتصل بنظيره الإيراني واقترح عليه تطبيق الأمر نفسه في مدينة قُم الموبوءة ولكنه أكد له عدم قدرتهم على تطبيق ذلك، الأمر الذي ترتب عليه انتشار أسرع للفيروس.
وقال ألتنديش: “للأسف مع أنهم يعلمون جيدًا ضرورة تطبيق حظر التجوال لمنع انتشار الفيروس في البلاد، ولكن القرارات يصدرها نظام الرجل الواحد. لذلك لا يستطيعون إقناعه بتطبيق حظر التجوال”.
وأشار إلى أن تركيا تواجه أزمة أكبر وأخطر، حيث أوضح وزير الصحة عندما كان عدد المصابين 6 آلاف تقريبًا، أن معدل إشغال وحدات العناية المركزة في عموم البلاد نحو 63%، مشيرًا إلى أن أعداد المصابين تجاوزت 23 ألفًا حاليًا.
كما لفت إلى أن إيطاليا التي تحولت إلى بؤرة لفيروس كورونا في أوروبا تواجه أزمة في أعداد الأطباء وأطقم التمريض بالرغم من أن أعدادهم ضعف الأعداد في تركيا تقريبًا، مشيرًا إلى أن العديد من العاملين في المجال الصحي فقدوا وظائفهم في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016.
ورغم بلوغ عدد إصابات كورونا نحو 23 ألفا، لم تعلن تركيا حتى الآن حظر تجوال كلي وترفض الحكومة وقف النشاط الصناعي.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان أعلن الجمعة قرارين في إطار مواجهة فيروس كورنا، الأول تطبيق حظر تجوال شامل على كل من هم دون سن 20 عامًا، مع استمرار تطبيق الحظر على من هم أكبر من 65 عامًا، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة فيروس كورونا.
كما أصدر أردوغان قرارًا بمنع الدخول والخروج من 31 مدينة كبرى من بينها إسطنبول وأنقرة وإزمير اعتبارًا من منتصف ليل الجمعة.
حزمة القرارات الجديدة تشمل أيضًا إلزام المواطنين بارتداء الأقنعة الطبية “الكمامات” في المواصلات والأماكن العامة إجباريًا، والابتعاد 3 خطوات عن الآخرين، مؤكدًا تطبيق عقوبات قضائية وإدارية على المخالفين للقرار.
وكان عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، طالب بفرض حظر تجوال في إسطنبول عدة مرات دون استجابة.
فيما كشف وزير الصحة التركي أن إسطنبول وحدها بها أكثر من نصف الإصابات في تركيا، وكان قد اعلن مساء الأربعاء تسجيل 15 ألفًا و679 حالة إصابة مؤكدة، بالإضافة إلى 277 حالة وفاة، وذكر أن إسطنبول بها 8 آلاف و852 حالة.
–