إسطنبول (زمان التركية) – هاجم الخبير الاقتصادي التركي البروفيسور أرسين كالايجي أوغلو، إطلاق الرئيس رجب أردوغان حملة جمع تبرعات لمواجهة فيروس كورونا، في ظل الحديث الدائم عن قوة الاقتصاد التركي لدرجة زعم أردوغان أن صندوق النقد الدولي طلب الاقتراض من أنقرة.
البروفيسور أرسين كالايجي أوغلو أكد على ضرورة استماع الحكومة للآراء والأفكار المختلفة لمواجهة أزمة فيروس كورونا، قائلًا: “إذا لم يكن هناك حرية تعبير وانتقاد، لن يكون بإمكانكم تصحيح الأخطاء. هناك جزء من الخطأ في كل عمل تقومون به. وتتصرفون معتقدين أنه من الممكن التعايش مع الخطأ. يجب أن تمنح للمواطنين الحرية للحديث والكلام حتى يعرف المرء إذا ما كان مخطئا أو لا”.
وحتى مساء الثلاثاء بلغ إجمالي حالات الإصابة الإيجابية بفيروس كورونا 13 ألفًا و531 حالة، و214 حالة وفاة.
وأوضح أرسين كالايجي أوغلو أن المواطنين يدفعون الضرائب للحكومة، ولكنهم لا يرون أي عائد عليهم من هذه الضرائب، قائلًا: “إذا لم تستيطعوا معرفة أين ذهبت الضرائب، ولم يتم المحاسبة عن ذلك بشكل سليم، فإنكم لن تستطيعوا معرفة مصير هذه التبرعات أيضًا”.
وأشار إلى أن تقارير ديوان المحاسبة تثير جدلًا كبيرًا منذ سنوات، قائلًا: “إن ديوان المحاسبة هو امتداد للبرلمان التركي. فهو المؤسسة التي تقوم بالمراجعة الاقتصادية والقانونية اللازمة من أجل تقديم الضرائب التي ندفعها إلى البرلمان. وهو هيئة قضائية في الوقت نفسه. ولكن هناك العديد من الموضوعات العالقة التي تحتاج لإجابة”.
ولفت أرسين كالايجي أوغلو إلى أن أردوغان ومسؤولي حكومات حزب العدالة والتنمية المتعاقبة كانوا يزعمون ويرددون منذ 2011 أن تركيا تقرض صندوق النقد الدولي منذ عام، قائلًا: “في الوقت الذي نجهل فيه جميعًا أين ذهبت أموال الضرائب، زعموا أننا نقرض صندوف النقد الدولي… أما الآن فالشعب التركي يواجه أزمة صحية، ويبدو أن الدولة غير قادرة على تجاوز هذه الأزمة وتقديم المساعدة للشعب”.
هل منحت تركيا 5 مليار ات دولار لصندوق النقد الدولي؟
وكان أردوغان ذكر في كلمه خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمدينة ريزا أن بلاده بعد أن تخلصت من ديونا لصندوق النقد الدولي، طلب الصندوق من أنقرة قرضاً بقيمة 5 مليار دولار من تركيا، مشيراً إلى إصداره تعليمات بمنح الصندوق القرض، غير أن الأخير تراجع عن الأمر لاحقًا.
وفي تعليق منه على هذا الادعاء، ذكر الرئيس السابق للحزب الديمقراطي الليبرالي جيم توكر في وقت سابق أنه راسل الصندوق بشأن مزاعم أردوغان، لافتًا إلى أن الصندوق ذكر في ردٍ رسمي أنه طلب الدعم من مختلف الدول عقب اتخاذه قرارًا بزيادة موارده الإضافية بعد أزمة عام 2008، الدعم لكن تركيا اكتفت بتقديم الدعم المعنوي فقط.
ونشر توكار الرسالة التي بعثها إلى الصندوق والرد الذي تلقاه منه.
وكان أغور جورساس الخبير الاقتصادي التركي والكاتب في صحيفة (حريت) أوضح أنه عقب أزمة عام 2009 تم اتخاذ قرار بإنشاء مورد للطوارئ، وتعهدت حينها كل الدول بتمويل الصندوق، مشيراً إلى أن تركيا تعهدت حينها ب5 مليارات دولار، وبحسب الصندوق تبين أن تركيا لم ترسل إلى الصندوق ذلك المبلغ، مكتفية بتقديم الدعم المعنوي.
–