أنقرة (زمان التركية) – أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة تبرع وطنية من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي استهجنه الشارع التركي، فيما تسائل رواد التواصل الاجتماعي إن كانت خزانة الدولة أصبحت خاوية على عروشها حتى يطلب أردوغان المساعدة من الشعب بدلا من العكس.
ومن اللافت أن الداخلية التركية اتخذت قرارًا بإغلاق حساباتٍ فتحتها مجموعة من البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري المعارض لجمع تبرعات للغرض ذاته، وعلى رأسها بلديتا إسطنبول وأنقرة، وذلك بعدما أطلق أردوغان حملته المذكورة.
دعوة التبرع من أجل دعم جهود مكافحة الفيروس الفتاك جاءت خلال خطاب وجهه أردوغان أمس الاثنين للمواطنين في إطار حملة تضامن وطنية تحت عنوان “نحن نكفي بعضنا البعض يا وطني تركيا”، حيث قال الرئيس التركي: “لأن الدولة يجب عليها أن تلعب دورًا رياديًا في هذا الأمر، فإننا قررنا إطلاق حملة تضامن وطنية. وقد فتحت وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية حسابًا لتلقي تبرعات مالية لصرفها في سبيل الأنشطة الرامية إلى منع انتشار هذا الفيروس. وأنا سأكون أول المتبرعين في إطار هذه الحملة حيث سأضع فيه راتب سعبة أشهر”، على حد قوله.
إلا أن دعوة أردوغان هذه أثارت غضبًا عارمًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدوا أن الدول الغربية قدمت مساعدات مادية لمواطنيها للحيلولة دون تعرضهم لأضرار مادية جراء أزمة كورونا المستجد، بينما يدعو أردوغان مواطنيه إلى تقديم تبرعات مالية للتغلب على هذه الأزمة، على الرغم من أنه يزعم دومًا أن تركيا قادرة على تجاوز الأزمات بقدراتها الذاتية.
وقد نشر عشرات الآلاف من رواد الإعلام الاجتماعي تغريدات كشفوا فيها عن الأسباب التي حملتهم على عدم المشاركة فيما سماه أردوغان الحملة الوطنية تحت وسوم مختلفة أبرزها “ولا قرش” و”على الحكومة الاستقالة” وما شاكلهما.
وفيما يلي نماذج من تلك التغريدات:
“ألم تقولوا بأن اقتصادنا يطير ويحلق وأن مارس سيكون أفضل من فبراير وأبريل من مارس؟!
“لو تبرعت أمينة أردوغان (زوجة أردوغان) بحقيبتها، وبيرات البيرق (صهر أردوغان) بمدفئته المذهبة، وأردوغان بإحدى طائراته، وابنه بلال بإحدى سفنه لما بقيت هناك حاجة إلى مثل هذه الحملة!”.
“ألمانيا تطلب من مواطنيها أرقام حساباتهم لتودع فيها المال؛ بينما تفتح تركيا حسابًا خاصًّا لمطالبة مواطنيها بالتبرع!”
“نحن نطالب أردوغان بالإفراج عن 300 سجين، فرد بحبس الموظفين والعاملين في السجون بمنعهم من الذهاب إلى منازلهم باسم التدابير الاحترازية تجاه كورونا. إقدام مثل هذه العقلية على طلب تبرعات من المواطن، بدلاً من مساعدته، أمر طبيعي. والتصدي لمثل هذه العقلية صعب للغاية!”
من جانبها، دعت زعيمة حزب الخير ميرال أكشنار الرئيس أردوغان إلى التبرع بطائرته الفارهة التي اشتراها من قطر بدلاً من مطالبة المواطنين المحتاجين إلى المساعدة أصلاً بتبرعات مالية.
–