بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – (قالوا إن الانسان كائن حي عاقل، وقالوا إنه كائن حي ناطق، وقالوا إنه كائن حي ذو تاريخ، ونحن نستطيع أن نقول إن الإنسان كائن حي قارئ، ونستطيع أن نفرق بين إنسان وآخر على هذا الأساس)
هذه كلمات الدكتور وسيم السيسي عالم الطب والتاريخ، قالها مُعبراً عن أهمية القراءة ومدى فائدتها لحياة الفرد والمجتمع. فكما يقول فرنسيس بيكون إن القراءة معرفة والمعرفة قوة وليست ترفا.
وتحاورت أيضا مع الدكتورة المصرية الجميلة ميرفت أبو عوف، التي من مكونات شخصيتها الرقي والجمال التي تبنت حملة I Read ) (الحملة التي تهدُف إلى الدعوة للقراءة في كل شيء وفي أي وقت .
تقول الدكتورة ميرفت: “إننا علينا أن نصدق بأن الكتاب أخلص صديق للإنسان، فمهما كان الكتاب ليس هاما فلن تكون مضرته كالصديق السيء للإنسان”.
وتواصل الدكتورة حديثها عن أهمية القراءة للإنسان بأن القراءة ينبغي أن تكون نقدية بتفكُر وعُمق.
وتقول: “إنني أستطيع أن أكتشف إذا ما كان الإنسان قارئا أم لا منذ اللحظة الأولى في اللقاء.
وتحكي عن أسرتها فتقول إنها تربت في أسرة تهتم بالقراءة وتُقدر قيمة المعرفة، فأخي الأكبر الفنان الراحل عزت أبو عوف كان قارئا ممتازا، وهكذا باقي إخوتي، وقد ربيت ابني على حب القراءة وتقدير قيمة الكتاب، وكانت طريقتي لمعاقبة ابني أنني كنت أقول له: لن أشتري لك الكتاب هذا الأسبوع.
وبنفس الشعور نحو إجلال الكتاب وتقديس قيمة المعرفة تتحدث الفنانة الجميلة نورهان شعيب المتميزة بفنها الراقي وشخصيتها المثقفة، وتقول: “إن القراءة باختصار حياة بشكل عام، وبشكل خاص في عملي الفنان المتميز هو قارئ متميز، وعلينا أن نعلي ونُعظم من قيمة القراءة ودورها في تربية النشء واكتساب الخبرات للكبار من خلال الأعمال الفنية المتنوعة”.
إننا في ظل الأزمة الحالية التي يعاني منها العالم أجمع من آثار انتشار وباء (فيروس كورونا)، وما تبع ذلك من إجراءات لحماية الأفراد من هذا الوباء والتي على رأسها الدعوة للإقامة في المنازل وعدم الخروج قدر الإمكان .
يمكننا هنا أن نستثمر هذه الإقامة في العودة للكتاب وإصلاح علاقتنا به، وتجربة الاستمتاع من نوع آخر وهو الاستمتاع بالمعرفة والجلوس في حضرة الكتاب.
عودة لأستاذي صديقي العالم وسيم السيسي الذي كتب في مقالته التي كانت الجمعة قبل الماضية 13/3/ بجريدة المصري اليوم بعنوان (مكتبة المعادي العالمية)
حكي فيها عن فوز مكتبة المعادي العامة التي يديرها العميد الفاضل مصطفي شنجر بالمركز الأول في المسابقة التي أقيمت في لندن بين 29 دولة من مختلف دول العاِلم .
وكان من بين ما ذكره في المقال كلمات للعالم الدكتور طه حسين يقول فيها (سر العظمة عند العلماء وأصحاب المذاهب هو الفكر، وسر الخيبة عند القطيع الإنساني الكبير هو الجسد! يخافون عليه الشيخوخة والموت، يتأنقون في لون الحذاء، ونادرًا ما يتأنقون في أفكارهم أو سلوكهم أو أخلاقهم!..
وختاما حتي التزم بما أوصاني به أستاذي الدكتور وسيم قائلا لي: لا تطل في مقالاتك، الناس يا هيثم تريد الحقائق المجردة، فضع الكثير من المعاني في القليل من الكلمات.
يحكي لي عندما كان في إنجلترا وجد عربة قطار بها عشرون راكبا 19 يقرؤون وواحد لا يقرأ لأنه كان يربت (يطبطب) على كلبه.
دامت حياتكم نورها العلم وقوامها الحب
————————————————
هيثم السحماوي
[email protected]