أنقرة (زمان التركية)ـــ الرئيس التركي رجب أردوغان، اليوم الأربعاء في أول ظهور علني له منذ انتشار فيروس كورونا في تركيا الأسبوع الماضي، إن الحكومة ستعمل على السيطرة على تفشي الوباء، محذرًا من تبعات اقتصادية سلبية.
وقال أردوغان قبيل عقد الاجتماع التنسيقي لمكافحة كورونا، في قصر “تشانكايا” بالعاصمة أنقرة: “سنواصل اتخاذ تدابير صحية وإجراءات أخرى للسيطرة على تفشي فيروس كورونا”. وفق وكالة (الأناضول).
وحذّر الرئيس التركي من أن تفشي الفيروس سيكون له تبعات اقتصادية جدية إلى جانب التأثيرات الأخرى.
وشدد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة ضد الفيروس، قائلا: “من المهم ألّا نمنح كورونا فرصة التغلب علينا ومن الضروري أيضا اتخاذ التدابير الطبية والاقتصادية والنفسية التي تمكننا من التغلب عليه”.
وتابع الرئيس التركي قائلا: “إذا تمكنا من توعية شعبنا بشكل جيد وسيطرنا على تفشي الفيروس فسنكون على موعد مع أيام سعيدة أكثر مما نأمل”.
وأعلن أمس في تركيا عن أول وفاة بفيروس كورونا، وارتفع عدد المصابين بالمرض إلى 98، بعد أن كان 47 في اليوم السابق.
وأثار غياب أردوغان عن الأنظار منذ اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا في 10 مارس/ آذار الجاري، الكثير من الجدل حول حالته الصحية.
وأشار أردوغان إلى عقده أمس قمة رباعية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وكان من المقرر سابقا، أن تستضيف إسطنبول القمة الرباعية، لكن انتشار فيروس كورونا حال دون ذلك، ما دفع الزعماء لعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وزاد انتشار فيوس كورونا في تركيا من الوضع المتأزم للشركات، وفي هذا السياق طرح اقتصاديون وسياسيون على الحكومة حلولا لتقليل المخاطر التي تواجه القطاعين التجاري والصناعي، من بينها الإعفاء المؤقت من الضرائب، وتأجيل تسديد القروض للبنوك.
وكان وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، أعلن أنه: “سيتم تطبيق حزمة من الدعم والتدابير لدعم جميع القطاعات، على رأسها القطاعات الأكثر تضررًا” يأتي ذلك في ظل سيطرة الرعب على الشارع التركي، مع الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد.
من جهة أخرى قدم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم الحالي، علي باباجان، مقترحات للحكومة لإدراجها صمن التدابير الاقتصادية المنتظر اتباعها، لتقليل تداعيات أزمة فيروس كورونا على الاقتصاد التركي.
باباجان وزير الاقتصاد الأسبق، أكد عبر “تويتر”، على ضرورة الحد من الآثار السلبية لوباء كورونا على الاقتصاد، واقترح: “العمل بخطة قصيرة المدى، وكذلك تطبيق معافاة أو تأجيل أو تخفيض للضرائب والمستحقات التي تتقاضاها الدولة”.
كما شدد رئيس الحزب المؤسس هذا الشهر، على ضرورة تفعيل الأساليب اللازمة لتشجيع العمل عن بعد بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن صندوق إعانات البطالة مخصص لسد العجز في هذه الحالات.
وأوضح أنه “من الضروري تعزيز وتقوية البنية التحتية للاتصالات التي توفر إمكانية العمل عن بعد، وكذلك تخفيض أسعارها”.
باباجان الذي كان أحد اللاعبين الرئيسيين للنهضة بالاقتصاد التركي، خلال توليه وزارة الاقتصاد في العقد الأول من القرن الحالي، أكد على ضرورة “تأجيل مدفوعات المواطنين لفواتير الكهرباء والغاز الطبيعي، وتقديم الدعم اللازم لشركات توزيع الغاز نظرًا لحاجتها للتمويل”.
كما طالب باباجان بتقديم تسهيلات خاصة بالقروض الشخصية والبطاقات الائتمانية للمواطنين، بالإضافة إلى وقف مطالبة الشركات المتعثرة بديونها مؤقتًا.
وخفض البنك المركزي التركي أمس الثلاثاء بسعر الفائدة 100 نقطة أساس، على عمليات إعادة الشراء (الريبو) لمدة أسبوع وقال إن الهدف “تعزيز الانتعاش الاقتصادي” زاعمًا تحسن معدل التضخم.
وقال في بيان “استمرارية انخفاض التضخم تحمل أهمية كبيرة في تخفيض أسعار الفائدة طويلة الأجل وتعزيز الانتعاش الاقتصادي”.
ورغم حديث البنك المركزي عن تحسن التضخم، إلا أن معدلات التضخم في تركيا تواصل الارتفاع على الصعيدين الشهري والسنوي.
وفي فبراير/ شباط ارتفع مؤشر التضخم العام بنحو 0.35 لى الصعيد الشهري.
وبلغ معدل تضخم أسعار المستهلكين في تركيا 12.37% خلال شهر فبراير/ شباط الماضي على أساس سنوي بعدما كان 12.15 بالمئة في يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما سجل التضخم في تركيا خلال ديسمبر/ كانون الثاني 2019 11.84 في المائة.