أنقرة (زمان التركية) – قررت السلطات التركية أن تضاعف الظلم على الآلاف من المطرودين تعسفيًا من الجيش في أعقاب “الانقلاب المدبر” عام 2016 بإجراء جديد.
وبعد أن فصلت السلطات التركية الآلاف من أفراد القوات المسلحة دون اتباع أي معيار قانوني، تطالبهم بعضهم الآن بدفع تعويضات فلكية عن التدريبات العسكرية التي تلقوها قبل فصلهم.
حسب الأرقام التي أعلن عنها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في فبراير / شباط الماضي، فقد وصل عدد المفصولين من القوات المسلحة إلى 28 ألفًا و148 شخصًا، من بينهم 24 ألفًا و185 مفصولا بمراسيم من رئيس الجمهورية أردوغان، و3 آلاف و963 بقرار حمل توقيع وزير الدفاع خلوصي أكار.
المفصولون تعسفيًا بقرار أكار، تلقوا إخطارات من رئاسات الإدارات المالية التابعة للجيش لدفع تعويضات بقيمة تراوحت بين 7 آلاف و 80 ألف ليرة تركية لكل عسكري مفصول حسب رتبته ودرجته.
قيمة التعويضات المطلوبة بلغت 80 ألف ليرة تركية عن العسكريين الذين حصلوا على تدريبات على الطائرات أو الدفاع الجوي أو الدبابات، بينما طالبت السلطات من حصلوا على تدريبات باستخدام أساليب تكنولوجية منخفضة بدفع تعويضات بقيمة تراوحت بين 7-10 آلاف ليرة تركية.
وكذلك طالبت السلطات بسداد فوائد عن الفترة التي مرت على فصلهم من العمل، بالرغم من إبلاغهم بالقرار بعد عام من فصلهم.
ويواجه عشرات الآلاف من المفصولين من الجيش أوضاعا معيشية سئيئة إذ لا يسمح لهم بالعمل والتوظيف في الشركات والمؤسسات الاقتصادية الخاصة، وفي ظل مطالبتهم بدفع تعويضات يواجه هؤلاء ظلما مضاعفا.
ومطلع هذا العام صدر حكم على 70 متدربًا سابقًا في سلاح الجو بالسجن مدى الحياة بتهمة المشاركة في انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، فيما نجح أغلب هؤلاء في الفرار إلى خارج تركيا.
في إظهار لمدى تأثر القوات المسلحة التركية، بحملات الفصل التعسفية، تناول الصحفي الأمريكي المتخصص في الشؤون التاريخية والدفاعية مايكل ميك، في مقال بعنوان “الطيارون المقاتلون ثمنهم ليس رخيصًا” عجز القوات الجوية التركية، حاليًا عن تشغيل طائراتها المقاتلة من طراز F-16 بعد فصل عدد ضخم من الطيارين.
وجاء في المقال المنشور بمجلة “National Interest” المتخصصة في الشؤون الدفاعية، أن “النظام التركي قام بالتخلص من طياريه وأصاب قواته الجوية بالعجز، لأسباب سياسية، حتى قواته الجوية أصبحت في وضع لا يمكنها تشغيل طائراتها من طراز F-16” وأضاف “حبس الطيارين الوطنيين لا يكلف خسائر مادية فقط، وإنما يتسبب أيضًا في فقد للعناصر المدربة وموارد القوات المسلحة ذات القيمة الكبيرة للغاية”.
أكد الصحفي أن القوات المسلحة التركية استبعدت أكثر من 300 طيار مقاتل لأسباب سياسية، الأمر الذي جعلها تبدأ البحث عن مقاتلين جدد لسد هذا العجز، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت طلب الحكومة التركية ولم ترسل لها مدربين لتدريب الطيارين الجديد لديها.
وكشف بيك أن تركيا لجأت إلى طيارين مقاتلين من دولة باكستان التي تمتلك طائرات من الطراز نفسه F-16 لكن ذلك لم يسد العجز، فقررت بعد ذلك استدعاء نحو 350 طيارًا مقاتلًا سابقًا، وهددتهم بإلغاء تراخيص قيادتهم للطيران المدني.
_