أنقرة (زمان التركية) – علق الرئيس التركي رجب أردوغان على تقرير بثته قناة روسية، يُظهر “إهانة” موسكو لأردوغان، والوفد المرافق له من خلال جعله ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أروقة الكرملين، بدلا من العكس.
أردوغان علق بالقول: “العلاقات التركية الروسية لا يمكن التضحية بها بسبب تلاعبات إعلامية” معتبرًا أن ما حدث “غير متعمد”.
تعليق أردوغان جاء في حواره مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، يوم الثلاثاء، خلال رحلة عودته من بروكسيل إلى أنقرة.
أردوغان قال في رده على الصحافيين: “في وسائل الإعلام في أي بلد قد توجد مثل هذه النماذج النادرة للأسف. ولكن العلاقات التركية الروسية لا يمكن التضحية بها في سبيل تكهنات إعلامية. لقد تحدث أصداقاؤنا مع نظرائهم الروس في هذا الموضوع. وأكدوا لهم أنه لا قصد أو تعمد فيما حدث، وأنهم أيضًا منزعجون لحدوث ذلك بشكل كبير”.
أضاف أردوغان مبررا عدم استقبال الرئيس الروسي له “بوتين يأتي من جانب ونحن نأتي من الجانب الآخر للقصر ثم نتقابل في نقطة مشتركة. البعض يحاولون البحث عن أغراض شخصية من خلال ما حدث. لقد صاحبنا السيد بوتين حتى السيارة. ولكنهم لا يكتبون ذلك بسبب نيتهم السيئة”.
وتظهر اللقطات التي بثتها قناة روسية ترجل أردوغان من المصعد قبل بلوغ الصالة التي سيلتقي بها نظيره الروسي بوتين من ثم سار لمدة دقيقتين في أروقة القصر الطويلة التي احتوت لوحات الرؤساء الروس الذين حارب غالبيتهم الدولة العثمانية والمعلقة بأروقة الكرملين.
ولم تنتهِ الإهانة عند ذلك، حيث ترك أردوغان لينتظر، بينما يظهر على تصرفات ووجوه أفراد الوفد المرافق لأردوغان اللحظات المزعجة التي مروا بها، حيث قام البعض منهم بالنظر إلى الساعة بينما أقدم البعض الآخر على تفقد جدران الرواق.
وانتقد رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت بهشالي، ما حدث في الكرملين، ووصف بهشالي الواقعة المشار إليها بالغطرسة والوقاحة والخسة.
وفي كلمته أمام مجموعة نواب حزبه في البرلمان قال بهشالي: “إن كانت الإدارة الروسية قد سجلت هذه الواقعة وبثتها عن عمد فإن هذا الأمر يعد غطرسة ووقاحة وخسة. آمل ألا يكون الشريط المسجل قد تم إعداده عن قصد. إهانة الرئيس هي إهانة لنا جميعا”.
وفيما يتعلق بأزمة إدلب، قال أردوغان للصحفيين إن أزمة اللاجئين وسوريا هي اختبار للزعامة والإرادة بالنسبة للاتحاد الأوروبي أكثر من كونها اختبارا لتركيا، وصرح بأنه: “على الاتحاد الاوروبي أن يفعل ما يجب عليه، في الوقت الذي نقوم فيه بتحقيق وقف إطلاق النار مع دفع مقابل كبير في إدلب، ونقوم بحماية المدنيين. لقد اعترف رؤساء الاتحاد الأوروبي بأن تركيا تقوم بتنفيذ مسؤولياتها، وأن الاتحاد الأوروبي يتصرف ويتحرك ببطء”.
وفيما يخص الأزمة مع اليونان بسبب تدفق اللاجئين، قال الرئيس التركي: “سنحاسبهم على ذلك. ما أطلبه من اليونان أن تفتح حدودها، وتسمح بهؤلاء اللاجئين بالعبور، فهم لن يقيموا دائمًا في اليونان، وإنما سينتقلون إلى باقي الدول الأوروبية”.
وأوضح أردوغان أن قرار وقف إطلاق النار في سوريا يستمر بشكل جيد حتى وإن كان مؤقتًا، قائلًا: “لقد أكملنا اليوم الرابع. أتمنى أن يستمر بهذا الشكل، ويتحول إلى وقف إطلاق نار دائم”.
وأضاف أردوغان: “سنلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إسطنبول يوم الثلاثاء المقبل. وقد تكون قمة رباعية بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وإن لم يأتِ ستكون قمة ثلاثية”.