أنقرة (زمان التركية) – قضت محكمة تركية بحبس رئيس تحرير صحيفة (يني أكشام)، محمد فرحات شاليك، ومدير الشؤون التحريرية بالصحيفة، أيضن كاسر، على خلقية تناول الصحيفة خبرا عن عودة جثمان ضابط استخبارات تركي من ليبيا ودفنه سرا.
وكانت المحكمة التركية قد أخلت سبيل كل من شاليك وكاسر مع إخضاعهما للرقابة القضائية عقب الانتهاء من الإدلاء بإفادتهما التي تم الحصول عليها على خلفية نشرهما أخبارا بشأن مقتل جنود أتراك في ليبيا، ثم عاودت السلطات اعتقالهما على خلفية الطعن الذي تقدمت به النيابة العامة.
وعلى خلفية الطعن المقدم من النيابة العامة عاودت السلطات اعتقال شاليك وكاسر ونقلهما إلى دار قضاء إسطنبول الواقع في منطقة شاغليان عقب الانتهاء من الإجراءات داخل مديرية الأمن، حيث قضت الدائرة الخامسة لمحكمة الصلح والجزاء في إسطنبول بحبس كليهما على ذمة التحقيقات.
أصبح الصحفيون في تركيا هدف السلطة السياسية مجددا، وهذه المرة بعد تناول سقوط جنود من القوات التركية في إدلب وطرابلس.
السلطات التركية فتحت تحقيقات بحق 25 صحفيا على الأقل، خلال الأسبوع الأخير، مع حظر الوصول إلى موقع إخباري، ووضع قيود على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إصدار مذكرات اعتقال في حق 4 صحفيين.
وبعد تناول ثلاث صحف عودة جثمان ضابط استخبارات تركي مقتول على الأراضي الليبية، قررت السلطات حبس كل من الكاتب الصحافي في جريدة (سوزوجو) مراد أغيرال بعد عدة أيام من الإفراج المشروط عنه، وكذلك رئيس تحرير موقع أودا تي في (OdaTV) الإخباري باريش بهليفان ومدير التحرير بالموقع باريش ترك أوغلو، ورئيس تحرير صحيفة “يني ياشام” محمد فرهاد جليك، ومدير الأخبار آيدين كاسر.
وكانت السلطات التركية أصدرت في هذا الإطار قرارًا بمنع الوصول إلى موقع أودا تي في (OdaTv) بعد نشره لقطات من جنازة الضابط التركي الذي دفن في أجواء بعيدة عن الرسميات.
ومن بين ما كشفه الصحفيون أن العقيد السابق بالجيش التركي أوكان ألتناي Okan Altınay’ın الذي تقاعد بعد انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 قتل في ميناء طرابلس وتم دفنه في مسقط رأسه في ظل تعتيم كبير.
يأتي ذلك رغم اعتراف الرئيس التركي رجب أردوغان، الشهر الماضي بسقوط عدد من الجنود الأتراك في ليبيا، ما يؤكد التقارير الصحفية التي تحدثت عن وفاة عسكريين أتراك ودفنهم سرا. وأمس قال أردوغان إن 59 جنديا تركيا قتلوا في إدلب منذ إطلاق عملية “درع الربيع” في 27 فبراير/ شباط الماضي.
وفي غضون ذلك، ساق أرصوي دادا، الكاتب الصحافي في صحيفة “ستار” الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان ادعاء جديدًا يدل على أن اعتقالات الصحفيين لن تقتصر على المعتقلين الحاليين.
وقال دادا: “الكاتب الصحفي سونار يالجين -بموقع أودا تي في- هو الآخر سيتم اعتقاله. لا أقول ذلك اعتمادًا على معلوماتي حول وجود تحقيقات مفتوحة بحقه ولا أدعو النواب العامين إلى التحقيق معه، لكن الأمارات التي تلوح في الأفق تشير إلى هذا”.
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، والمتحدث باسم الحزب، فائق أوزتراك، انتقد اعتقال الصحافيين بسبب عملهم، مؤكدًا أن منع تداول الأخبار هو أهم وأكبر مؤشر على قمع الصحافة، خاصة وأن الموضوع المذكور أصبح علنيا بعد الكشف عنه أمام البرلمان، على حد تعبيره.
وقال أوزتراك: “هذه الإجراءات الأخيرة تكتسب زخما مع الوقت. من غير الممكن في دولة ديمقراطية أن يقوم نظامها بالقمع والحظر. ونقول لهم، إن لم تستطيعوا الإدارة، اتركوها. الإجراءات المتخذة في حق أودا تي في لا يمكن الموافقة عليها”.
–