قونيا (زمان التركية) -حذر رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو من أن تركيا قد تواجه خسائر جديدة بشمال سوريا في مواجهات مع روسيا، ودعا إلى التفاوض مع الدول الكبرى من أجل حل أزمة إدلب.
رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو شارك في برنامج تليفزيوني على قناة محلية في مدينة قونيا جنوب تركيا، وعلق على آخر تطورات الوضع في سوريا، قائلًا: “أي إجراء غير دائم في سوريا ليس في صالح تركيا”.
لفت داود أوغلو أيضًا إلى وجوب إجراء محادثات مع الأمم المتحدة بشان الأزمة السورية، وإدلب بشكل خاص، قائلًا: “يجب أن يتم إعداد كل هذه البنية التحتية في إطار خطة تستهدف إقامة سلام دائم في سوريا”.
داود أوغلو عبر عن قلقه على اللاجئين، قائلًا: “إن ما يخيفني هو أن اللاجئين سيكونون في مأزق أكبر مع مرور الوقت، خاصة مع سحب نقطة المراقبة إلى طريق أم -4 البري”.
وتوصل الرئيسان الروسي والتركي توصلا قمة موسكو الخميس الماضي، إلى اتفاق ينص على الاعتراف بوحدة الأراضي السورية، ويتبنى وقف إطلاق النار في إدلب وإنشاء ممر آمن وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية، وذلك بعد أن كان أردوغان يصر على تراجع الجيش السوري عن المناطق التي دخلها مؤخرا والخروج من مناطق خفض التصعيد، بعد محاصرة نقاط المراقبة هناك.
فيما اعتبر خبراء ومحللون أن قرار وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه قمة موسكو بين الرئيسين التركي رجب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما هو إلا استراحة مؤقتة، ستؤدي إلى تقوية قبضة كل من موسكو ودمشق في سوريا.
الباحث في العلاقات التركية الروسية، في مركز “Topcor.ru” الروسي، سيرجي مارجيتسكي، أوضح أنه من الممكن اعتبار هذا الاتفاق نجاحًا بالنسبة لموسكو ودمشق، قائلًا: “لقد استعاد النظام السوري السيطرة على الجزء الجنوبي من إدلب. وتوجه الإرهابيون إلى الشمال. وهذا جعل قاعدة حميميم الروسية أكثر أمانًا”.
وأشار إلى أن الأتراك سيلجأون إلى الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية من أجل حماية مصالحهم في شمال سوريا، قائلًا: “لقد قبلت أنقرة أن تخسر نصف إدلب. ولكنهم ليسوا مستعدين لخطو خطوة واحدة للوراء. الجماعات المسلحة المكونة من آلاف المقاتلين لم تختف وإنما سيكون من الضروري السيطرة عليهم”.
وأكد أن هذا الاتفاق مجرد استراحة، ولكن المشكلات العالقة قائمة ولم تختف وإنما تم تأجيلها إلى موعد آخر.
الكاتب الصحافي والمحلل السياسي ديمتري ليسانكوف، قال: “أردوغان سياسي ماهر للغاية، وتعلم إجراء مناورات سريعة للغاية وفي وقتها. ولكن على أردوغان أن يهتم بأزمة الأكراد عاجلا”.
وأوضح أن أردوغان مستاء جدا من الاتحاد الأوروبي، وبات يتعامل معه بحرفية وينتقم منه عن طريق اللاجئين، على حد تعبيره.
فيما زعم الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين، أن أردوغان يقوم بابتزاز أوروبا من خلال استخدام ملف اللاجئين، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يخاف من موجات جديدة للاجئين وألا ينفذ أردوغان شروط الاتفاق.
–