أنقرة (زمان التركية) – تقدم موقع أودا تي في (Odatv) الإخباري التركي ببلاغ أوضح خلاله أن رئيس تحرير الموقع باريش بهليفان تعرض للضرب داخل السجن الذي يقبع به بعد اعتقاله بسبب نشر خبر عن مقتل استخباراتي تركي على الأراضي في ليبيا ودفنه سرا، فيما ردت النيابة العامة على ذلك الادعاء.
وكان بهليفان قد اعتقل برفقة مدير وحدة الأخبار بالموقع، باريش ترك أوغلو، ومراسلة الموقع، خوليا كيليتش، بسبب نشرهم خبرا عن مقتل استخباراتي تركي في ليبيا.
ومن جانبه نشر موقع أودا تي في خبرا أفاد خلاله أن بهليفان نُقل إلى سجن سيليفري بعدما قضت المحكمة بحبسه، كما أضاف الموقع في خبره أن المعلومات الواردة تشير إلى تعرض بهليفان لمعاملة سيئة من حراس السجن أثناء دخوله واعتداء أحد الحراس عليه بالضرب على ظهره.
وأفاد الموقع أن محامي بهليفان سيتقدمون بالبلاغات القانونية اللازمة بشأن المعاملة السيئة التي يتعرض لها موكلهم.
من جانبها ردت نيابة بكر كوي في إسطنبول بنفي مزاعم الاعتداء، وقالت إنه بعد فحص كاميرات المراقبة في السجن لم تثبت صحة مزاعم ضرب الصحفي، كما أشارت مديرية السجن إلى أنها لم تتلق أي شكوى شفوية أو مكتوبة عن الصحفي المذكور.
وكان نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، والمتحدث باسم الحزب، فائق أوزتراك، علق على أزمة اعتقال الصحافيين، مؤكدًا أن اعتقال الصحافيين ومنع تداول الأخبار هو أهم وأكبر مؤشر على قمع الصحافة، خاصة وأن الموضوع المذكور أصبح علنيا بعد الكشف عنه أمام البرلمان، على حد تعبيره.
وقال أوزتراك: “هذه الإجراءات الأخيرة تكتسب زخما مع الوقت. من غير الممكن في دولة ديمقراطية أن يقوم نظامها بالقمع والحظر. ونقول لهم، إن لم تستطيعوا الإدارة، اتركوها. الإجراءات المتخذة في حق أودا تي في لا يمكن الموافقة عليها”.
وفي واقعة مشابهة قضت محكمة تركية بحبس الصحفي التركي مراد أغيرال، بتهمة نشر خبر عن مقتل ضابط تركي في ليبيا، وذلك بعدما أخلت المحكمة سبيله في إطار القضية ذاتها قبل أيام.
وأعلنت صحيفة يني شاغ أن الدائرة التاسعة لمحكمة الصلح والجزاء في إسطنبول قضت بحبس أغيرال، مشيرة إلى أنه يجري حاليا إجراءات قانونية بمديرية الأمن في حي الوطن بمدينة إسطنبول.
وسبق أن نشر الصحفي التركي مراد أغير تقريرا يزعم تستر حكومة حزب العدالة والتنمية عن مقتل قيادات رفيعة المستوى من الجيش التركي خلال الاشتباكات في ليبيا.
وقال إن لديه معلومات حول أن العقيد السابق بالجيش التركي أوكان ألتناي Okan Altınay’ın الذي تقاعد بعد انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 قتل في ميناء طرابلس وتم دفنه في مسقط رأسه في ظل تعتيم كبير.
وكانت النيابة العامة قد أحالت مراد أغيرال ورئيس تحرير صحيفة يني تشاغ محمد فرحات شاليك، والمدير المسؤول، أيضن كاسر، إلى المحكمة وسط مطالبات بحبسهم في إطار التحقيقات المتعلقة بنشر خبر عن جنازة استخباراتي تركي لقي مصرعه في ليبيا، غير أن المحكمة قضت بإخلاء سبيل الثلاثة مع إخضاعهم للرقابة القضائية.
وعاودت قوات الأمن التركية اعتقال الصحفي أيضن كاسر صباح اليوم.
وجاء اعتراف الرئيس التركي رجب أردوغان، الشهر الماضي لأول مرة بسقوط عدد من الجنود الأتراك في ليبيا، ليؤكد تقارير صحفية تحدثت عن وفاة عسكريين أتراك ودفنهم سرا.
–