أنقرة (زمان التركية) – أراد الأتراك تذكير الرئيس رجب أردوغان، بحديثه السابق عن عدم رضاه التضحية بأفراد الشعب من أجل أي مكاسب في إطار حل القضية الكردية، في حين يسقط الآن شهداء من الجيش في سوريا وليبيا.
وقبل نحو سبع سنوات، قال الرئيس التركي عبر حسابه على تويتر مهاجما المعارضة: “إن العقلية (المعارضة) التي ترضى بتقديم عديد من أبناء الوطن شهداء سنويا، وتتقبّل دفْع مثل هذا الثمن الباهظ ليست إنسانيًّة ولا وجدانية”.
الأمر الذي اعتبره عدد من الأتراك تناقضا، مع حديث أردوغان المتكرر هذه الأيام عن ضرورة “الاستشهاد” في سبيل الوطن.
وكان أردوغان وجه في كلمته باجتماع مجموعة نواب الحزب التهنئة للشهداء على نيلهم مقام الشهادة قائلا: “قلت وأقول وسأقول إن تلة الشهداء لن تظل خالية”، في إشارة منه إلى ضرورة التضحية بالروح في سبيل حماية الوطن.
وقارن نشطاء استخدام أردوغان لعبارة “تلة الشهداء” بينما التغريدة التي نشرها على حسابه في تويتر عام 2013 نوه خلالها بفداحة خطء إرسال أبناء الوطن للشهادة خلال الاشتباكات الدائرة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني في ظل خيار تسوية القضية بالطرق السلمية الدبلوماسية.
وكان أردوغان بدأ يتحدث منذ عام 2011 عن ضرورة تسوية القضية الكردية في تركيا عن طريق المفاوضات مع العمال الكردستاني، فيما يهاجم المعارضين لإجراء مفاوضات السلام مع حزب مصنف ضمن التنظيمات الإرهابية بدلاً من حزب الشعوب الديمقراطي العامل تحت مظلة البرلمان، ووصفهم بـ”المشتاقين إلى الدماء” و”المسرورين بسقوط أبناء الوطن شهداء” في سبيل حرب تركيا في غنى عنها، غير أنه، أي أردوغان نفسه، أقلع عن التفاوض مع العمال الكردستاني بعد أربع سنوات وعاد إلى الكفاح المسلح مجددًا، وهذه المرة أعلن حربًا شاملة أسفرت عن مقتل الآلاف من المليشيات المسلحة، إلى جانب مواطنين مدنيين من الأكراد، وتدمير المدن الكردية في شرق وجنوب شرق تركيا.
–