بروكسل (زمان التركية) – اعتبرت وكالة (بلومبرج) أن الاتحاد الأوروبي أصبح في مأزق صعب، بسبب “عدم تعلمه الدرس” من أزمة اللاجئين في عام 2015، وعدم اتخاذه التدابير والإصلاحات اللازمة.
وجاء في مقال نشرته “بلومبرج” تعليقًا على التعليمات على أزمة الهجرة غير الشرعية من تركيا إلى أوروبا بعد التعليمات التي أصدرها الرئيس رجب أردوغان بفتح المعابر الحدودية البرية والبحرية مع دول الاتحاد الأوروبي، أمام اللاجئين والمهاجرين.
قرار أردوغان فتح الحدود أدى إلى تدفق آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى حدود دول الاتحاد الأوروبي، في تكرار لأزمة اللاجئين عام 2015.
بلومبرج أوضحت أن الوقت لا يزال مبكرًا للقول بأن تدفق اللاجئين على الحدود الأوروبية سيتحول إلى كارثة مشابهة للأزمة التي حدثت في 2015، لكنها أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يجرِ أي إصلاحات على منظومة اللاجئين لديه خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما جعله عرضة لابتزازات أردوغان.
وزعم مقال الوكالة أن تركيا باتت تتحول إلى تهديد جيوسياسي بالنسبة للغرب يوما بعد يوم، مشيرة إلى أنها تسمح بدخول اللاجئين إلى الأراض الأوروبية للضغط على دول الاتحاد الأوروبي، مما ينتهك الاتفاقية الخاصة بوقف تددفق اللاجئين الموقع بين أنقرة والاتحاد في عام 2016.
وأوضحت الوكالة أنه في حالة عدم تغيير اليونان سياساتها في التعامل مع اللاجئين، فإن العديد من اللاجئين سيعلقون على الحدود بين اليونان وتركيا، وسيتسبب الأمر في انتشار للأمراض وحالات والوفاة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس في وضع يسمح بحدوث هذه الأزمة الإنسانية، لأنه بذلك سيفقد مبادئه التي أسس عليها.
وزعمت الوكالة أن أزمة اللاجئين تصب في مصلحة قادة الدول الشعبويين المعادين للاتحاد، مشيرة إلى أن حدوث أزمة جديدة للاجئين ستسهل العبث العلني للقادة الشعبويين خلف ظهر الاتحاد.
وأكدت الوكالة في مقالها أن الاتحاد الذي لا يمكنه مراقبة حدوده والسيطرة عليها سيكون مصيره الانهيار، قائلة: “إن الاتحاد الذي يفشل في تحقيق التوافق بين أعضائه ويعجز عن مراقبة حدوده والسيطرة عليها، يكون مصيره الانهيار بسبب فقدانه المصداقية. إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد تجنب هذه النهاية، عليه أن يتحرك بشكل عاجل”.
وفي السياق ذاته وجهت صحف أوروبية أخرى سهام نقدها تجاه اتفاقية اللاجئين التي تخالفها تركيا حاليا.
جريدة تايمز الإنجليزية، أوضحت أن أردوغان استغل الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة اللاجئين، من أجل الضعط على الدول الأوروبية.
وقالت الصحيفة في خبرها الرئيسي: “استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للاجئين وفتحها لحدود بلادها أمامهم في عام 2015، بشكل عاجل، غير الأجندة السياسية في أوروبا”.
وأضافت التايمز: “كسبت الحركات الشعبية حراكًا، وتغيرت التوازنات في الساحة السياسية. وأتاحت اتفاقية إعادة استقبال اللاجئين الموقعة مع تركيا المزيد من الوقت. ولكن الاتحاد الأوروبي لم يستغل هذا الوقت جيدًا”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الاتحاد الأوروبي يعاني من عدم توافق داخلي فيما يتعلق بالهجرة الجماعية، كما كان قبل خمس سنوات دون تغيير، قائلة: “لذلك لا يوجد خيار آخر، مجبرون على تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، عليهم التفاوض مرة أخرى مع أردوغان فيما بعد بشأن اللاجئين”.
صحيفة “Volkskrant” الهولندية أيضًا علقت على انتهاك تركيا لاتفاقية اللاجئين، قائلة: “من الطبيعي الغضب في وجه تحركات أردوغان. ولكن يجب أن ينظر الاتحاد الأوروبي إلى نفسه بنظرة انتقادية. عندما وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقية مع أردوغان أردوغان في عام 2016 سلم نفسه لشخص ابتزازي”.
الصحيفة أكدت أن التوقيع على اتفاقية اللاجئين مع أردوغان، جعلت الاتحاد الأوروبي متعلقًا ومرتبطًا بتركيا، قائلة: “الاتحاد الأوروبي مجبر على تبني سياسة هجرة مشتركة، وحل الأزمة الموجودة في اليونان”.
وأشارت الصحيفة إلى ضرورة استمرار تقديم الدعم المالي للاجئين السوريين الموجودين في تركيا، لأسباب سياسية وإنسانية.
أما صحيفك “Tages-Anzeiger” السويسرية فقد أكدت أن طلب أردوغان نقل المساعدات التي يحصل عليها من الاتحاد الأوروبي إلى الميزانية العامة للدولة بدلًا من جميعات ومنظمات المساعدات لا يمكن الموافقة عليه بأي شكل من الأشكال.
كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها يوم الثلاثاء إن تركيا تحاول دفع 130 ألف لاجئ يقيمون سوريا إلى اليونان.
وأضافت الوزارة أن ثلثي اللاجئين، الذين تحاول تركيا دفعهم من مخيمات مؤقتة في سوريا إلى اليونان، أفغان وعراقيون وأفارقة وليسوا سوريين.
_