إسطنبول (زمان التركية) – إصابت الأزمات وسائل الإعلام والصحف الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية، فنجدها خفضت العمالة أو أوقفت بعض نشاطاتها، بسبب قطع المساعدات التي كانت تخصص لها بالمخالفة للقانون من ميزانية بلدية إسطنبول الكبرى.
مجموعة توركواز “Turkuvaz” الإعلامية التابعة لرجل الأعمال سرهات ألبيراق، شقيق وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، اتخذت قرارًا بوقف طباعة أعداد جريدة “جونيش” التابعة لمجموعة “Türk Medya”، وذلك لعجز الأخيرة عن دفع مديونيات للمجموعة الأولى.
بعد إغلاق جريدة “ستار” و”جونيش” في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، كانت مجموعة “ترك ميديا” لجأت إلى نشر جريدة “جونيش” كملحق لجريدة “أكشام” ضمن صفحاتها، في محاولة منها لتفادي قرار الحظر المفروض عليها، إلا أنها توقفت عن ذلك أيضًا منذ يومين، الأمر الذي عزز الأخبار المتداولة حول الأزمة المالية التي تمر بها مجموعة ترك ميديا.
وبحسب الأخبار المتداولة، فإن مجموعة توركواز التابعة لعائلة الرئيس رجب أردوغان أرسلت إخطارًا رسميًّا إلى جريدة جونيش المملوكة لمجموعة ترك ميديا لتقوم بدفع ديونها، إلا أنها لم تتمكن من تحصيل مستحقاتها، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ قرار بوقف طباعة جريدة “جونيش”.
وقال مراقبون إن المجموعات الإعلامية والصحف ووسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان، بدأت تسرح العاملين فيها وتغلق أبوابها، في محاولة لتخفيف وطأة الأزمة المالية التي أصابتها، بعد قرار رئيس بلدية إسطنبول الكبرى الجديد، أكرم إمام أوغلو وقف الدعم المادي الذي كان يقدم من البلدية إلى هذه الوسائل الإعلامية، خلال فترة سيطرة حزب العدالة والتنمية على إسطنبول.
وفي ٢٠١٩ اضطرت 6 فضائيات على الأقل في تركيا إلى الإغلاق وتسريح العاملين، بسبب مشاكل اقتصادية عحزت معها عن تغطية مصروفاتها، لينضموا إلى العديد من وسائل الإعلام المتوقفة عن البث.
وتوقفت قناة “Cem TV” الإخبارية وقناة “Woman TV” عن البث على القمر الصناعي التركي، وكذلك أوقفت إدارة قناة “Woman”البث نهائيًا، بعدما توقفت قناة “هلال” الإسلامية عن البث بجانب قناة (TYT) الفضائية التركية التي حصلت على ترخيص البث قبل ثلاثة أشهر فقط من اتخاذها القرار ذاته، وسبقهم إعلان قناة أولاي “Olay” ومحطتها الإذاعية وقف البث.
وتراجعت الاستثمارات الإعلامية في تركيا خلال النصف الأول من العام الماضي في قنوات التلفزيون بنحو 7 في المئة وفي الصحافة بنحو 31 في المئة، غير أنها ارتفعت في الوسائط الرقمية بنحو 10.8 في المئة، بحسب ألبر جونايدن مدير الفرع التركي لشركة Deloitte -أكبر شركة خدمات مهنية في العالم-، خلال المؤتمر التعريفي بتقرير استثمار الإعلام والإعلانات في تركيا.
وكشف ألبر جونايدن أن النصف الأول من العام الجاري شهد تراجع الاستثمارات الإعلامية بنحو 3.8 في المئة لتسجل 4.3 مليار ليرة.
وخلال النصف الأول من العام الجاري تراجعت الاستثمارات الإعلامية في قنوات التلفزيون بنحو 7 في المئة لتسجل 2.08 مليار ليرة، وتراجعت في الصحافة بنحو 31 في المئة لتسجل 294 مليون ليرة. وعلى الصعيد الآخر ارتفعت الاستثمارات الإعلامية في الوسائط الرقمية بنحو 10.8 في المئة لتسجل 1.3 مليار ليرة.
وتعاني تركيا ضغوطا متزايدة على الإعلام، في ظل هيمنة حكومة الرئيس رجب أردوغان، على الصحف وقنوات التلفزيون والمواقع الإخبارية، لضمان عدم توجيه انتقادات.
–