أنقرة (زمان التركية) – قال البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، محمد أوجاكتان، إن حكومة حزب العدالة والتنمية تخشى توجيه اتهام للمسئول الرئيس عن مقتل الجنود الأتراك في إدلب يوم الخميس الماضي.
وطالب أوجاكتان في مقال بصحيفة (قرار) المسؤولين الأتراك بالكشف عن ملابسات القصف الغادر في إدلب، قائلا: “استشهد 33 من جنودنا في إدلب. ليتفضل مسؤول حكومي بالظهور على الشاشات ويوضح الأمر لنا. من المسؤول عن مقتل أبنائنا الشباب هؤلاء؟ هل هي الولايات المتحدة أم الاتحاد الأوروبي أم نظام الأسد أم روسيا؟ لا مغزى من المماطلة”.
أضاف “في الواقع الحكومة تعرف الجهة المسؤولة عن هذه المذبحة والشعب أيضا، لكن لا يجرؤ أحد على إعلانها. الأمر سيحزن الحلفاء الروس الذين كانوا حتى الأمس يرفعون شعارات (تركيا أكثر أمنا بمنظومة الاس 400) و(لن نرضخ للتهديدات) و(وعلى العدو أن يشعر بالخوف) و(نعم لمنظومة الاس 400) لكن جنودنا الثلاثة والثلاثين استشهدوا بالقذائف التي أطلقتها المقاتلات الروسية”.
أوجاكتان وجه انتقادا لم يحاولون الدفاع عن روسيا ويبررون عدم اتخاذ إجراء ضدها.
قال “ليس من الممكن ألا يصاب المرء بالجنون لدى رؤيته أقلاما لا تزال تعمل على الدفاع عن روسيا وهي تعرف أن الجنود الأتراك استشهدوا بقذائف المقاتلات الروسية. نحن نقف أمام موقف مرَضي تتمكن فيه هذه الأقلام من افتعال ترهات من قبيل أن هذه الدوائر وعلى رأسها اللوبي الإسرائيلي واللوبي الأرميني يترقبون لإحداث الوقيعة بين تركيا وروسيا رغم عدم وجود أي علاقة لهم بالهجوم الذي تعرضنا له.
نعم، نعرف أن اللوبي الإسرائيلي والأرمني لا يريدون الخير لتركيا أبدا بل ويكرهونها، لكن لا يمكن الاستخفاف بعقول الناس بهذه الطريقة لتبرئة روسيا. ما الداعي لمثل هذه الشقلبات لحماية المتسببين في مقتل جنودنا.
أضاف البرلماني التركي السابق في مقاله: لا داعي أبدا لتدمير أنفسهم بهذه الطريقة. عليهم ألا يقلقوا، فروسيا لا تزال أكبر حلفائنا. دعونا نعيد زف البشرى للأقلام الروسية ليطمئن بالهم. انظروا بوتين سيلتقي بأردوغان في الخامس من مارس/ آذار في العاصمة الروسية موسكو. هناك سنواصل صداقتنا والمضي بخارطة إدلب الجديدة التي ستطرحها روسيا”.
ورغم أن الرئيس أردوغان خرج متحدثا بعد يومين من مقتل الجنود الأتراك في إدلب إلا أنه لم يوجه اتهاما مباشرا لروسيا بالمسئولية عن الهجوم الذي يعتقد بأنه نفذ بشكل مشترك مع الجيش السوري.
وتلوم موسكو أنقرة على دعم المعارضة السورية المسلحة في شمال البلاد، وقال مسئولون روس تعليقا على الحادث إنه ما كان ينبغي أن يتواجد الجنود الأتراك خارج نقاط المراقبة التي أنشاتها تركيا بموجب اتفاق سوتشي والتي بات بعضها محاصرا مع هجوم الجيش السوري الواسع في إدلب.
وكانت تركيا قد أعلنت بدء عملية عسكرية تحمل اسم “درع الربيع” في شمال غرب سوريا عقب استشهاد أكثر من 30 جنديا في غارة إدلب السورية مساء الخميس الماضي.
وكانت قد صدرت اتهامات شعبية من الأتراك لروسيا بالمشاركة في الهجوم الغادر، وفي هذا الإطار تم الاعتداء على منازل عدد من الصحفيين الروس في أنقرة.
وأمس قصفت القوات التركية محيط قاعدة عسكرية روسية في منبج بريف حلب الشمالي دون ورود أنباء عن خسائر.
وتقدم روسيا الدعم الجوي للجيش السوري في إدلب، وحذرت وزارة الدفاع الروسية أمس من أن فرض سوريا حظرا جويا في شمال البلاد يجعل الطائرات التركية في خطر.
هذا ومن المقرر أن يلتقي أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير قريباو.
جدير بالذكر أن الكرملين كان قد أعلن في وقت سابق أن جدول أعمال بوتين يتضمن مهام أخرى في الخامس من مارس/ آذار وهو موعد القمة الرباعية التي طرحتها فرنسا وألمانيا بخصوص إدلب ودعا أردوغان بوتين للمشاركة فيها.
–