برلين (زمان التركية)ــ قال محلل سياسي إن إدلب ستعود لسيطرة دمشق، وأن أقصى ما ستحصل عليه تركيا، هو السماح لها بمنطقة نفوذ على الحدود التركية لاستيعاب النازحين الفارين من إدلب وحلب، في ظل رفضها استقبال المزيد من اللاجئين المتواجدين حاليًا على الحدود التركية، وسعيها لترحيل نحو مليون سوري من المقيمين على أراضيها
الخبير بالشأن السوري-التركي محمد أبو سبحة، قال في تصريح لجريدة (الفجر) المصرية: إن “المتابع للتدخل التركي في سوريا منذ بداياته سيرى بوضوح أن إرسال أردوغان لمرتزقة مقاتلين في ليبيا لم يكن في مصلحة المعارضيين السوريين على الإطلاق، لأن القضية الأبرز التي شغلت النظام التركي كانت القضاء على النفوذ الكردي في شمال سوريا، وهو ما تحقق فعليا على أرض الواقع، بينما تناقصت مساحة سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا على الأرض لصالح النظام السوري في ظل شغل مسلحي المعارضة بتحقيق الهدف التركي”.
*حسم قضية إدلب
وأوضح محمد أبو سبحة أن “مسألة إدلب محسومة منذ البداية لصالح النظام السوري، مثل ما تم في الغوطة الشرقية ودرعا”، مبينًا أن كل ما حدث هو فقط تأخير في عودة تبعيتها إلى دمشق، فمعركة السيطرة على إدلب التي يخوضها حاليا الجيش السوري كان معلومًا عند وقفها في 2018 أنها ستستأنف قريبا، وها قد حان الوقت لذلك بعد أن حققت أنقرة هدفها الذي صب كذلك في مصلحة دمشق ألا وهو تحجيم أكراد سوريا الطامحين في الحكم الذاتي.
وأضاف ما يشير إلى حسم موضوع إدلب مبكرا بالنسبة إلى تركيا، اهتمامها المنصب منذ أواخر العام الماضي على ملف طرابلس؛ حيث قرر الرئيس أردوغان توظيف المسلحين السوريين مجددًا في خدمة الهدف التركي بإرسالهم للدفاع عن حكومة الوفاق الوطني، لمنع أو تأخير سقوط طرابلس لحين الاستفادة بأكبر قدر من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج مستغلا الأوضاع المتوترة في شرق المتوسط، وهؤلاء المسلحين باقون هناك بفضل المزايا المالية الضخمة التي يحصلون عليها، واستقرار الأوضاع في ليبيا بدرجة أكبر من سوريا، ولن يعودوا لبلادهم إلا جثثا.
*اتفاقية تتوسطها روسيا
وذكر أن سوريا سمحت لتركيا عبر الوسيط الروسي بعملية “نبع السلام” في شرق الفرات، وتركيا ستترك في المقابل إدلب، لتسيطر دمشق على الشمال السوري، ليستكمل الجيش السوري الانتشار الذي بدأة مباشرة عقب هجوم تركيا على الأكراد، مشيرًا إلى أن ما يشغل تركيا في الوقت الحالي فقط هو كيف تتخلص من إضافة عبئ جديد على كاهلها متمثلا في نزوح مليون سوري إلى حدودها في الوقت الذي ترغب فيه بالتخلص على الأقل من مليون سوري آخرين مقيمين في البلاد.
*سبب التمسك التركي بإدلب
وبين المحلل السياسي أن تركيا لا تريد من وراء تواجدها في إدلب حاليًا سوى ضمان منطقة جغرافية محدودة لاستيعاب العدد الهائل من النازحين من مختلف مناطق الشمال، التي وصل إليها الجيش السوري ومن المتوقع أن تفاوض تركيا حاليا على إبقاء نفوذها حول الشريط الحدودي في إدلب؛ لاستيعاب موجات النزوح من حلب وإدلب داخل أراضي سوريا، مع نقل نقاط المراقبة إلى منطقة النفوذ الجديدة كحل لهذه الأزمة.