ألمانيا (زمان التركية) – قال الرئيس التركي رجب أردغان، إن أحداث “جيزي بارك” في عام 2013 ليست احتجاجات عادية وإنما كانت تستهدف الإطاحة بالحكومة التي كان على رأسها، معتبرا أنه “حاولوا أمس الإفراج عنهم (عثمان كافالا) من خلال مناورة”.
جاء ذلك في خطاب ألقاه صباح اليوم الأربعاء أردوغان خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية تعليقًا على قرار المحكمة بتبرئة ساحة المتهمين في إطار قضية جيزي بارك، والذي تبعه قرار بإعادة اعتقال رجل الأعمال والناشط الحقوقي المعروف عثمان كافالا، المتهم الرئيس في القضية والوحيد الذي يحاكم من خلف القضبان.
وكان الصحفي التركي المعروف جان دوندار علق على القرار الذي أصدرته المحكمة أمس الثلاثاء وبرأت ساحة 9 من المتهمين بمحاولة الانقلاب على حكومة أردوغان في 2013، وعلى رأسهم رجل الأعمال عثمان كافالا، وذلك قبل أن يصدر قرار جديد في اليوم نفسه يأمر باعتقال كافالا مجددًا.
وقال دوندار الذي كان أحد المتهمين في إطار قضية “أحداث جيزي بارك” ذاتها مع الناشط الحقوقي عثمان كافالا: “يجب أن ننظر إلى هذا القرار على أنه قرار سياسي صدر انطلاقًا من أسباب سياسية لا قانونية، ذلك لأنه لم يعد في تركيا قانون”.
وأعاد الكاتب الصحفي دوندان الذي سبق أن شغل رئيس تحرير صحيفة جمهوريت، سبب صدور هذا القرار من المحكمة رغم غياب القانون في تركيا إلى أن الرئيس أردوغان بات مخنوقًا على الصعيد الدولي، وتابع: “بعد النزاع مع روسيا في إدلب، أردوغان يسعى إلى التقرب من أوروبا ويغمز لحلف شمال الأطلسي الناتو، من خلال مثل هذه القرارات”.
ثم لفت دوندار إلى الأسباب الداخلية التي تقف وراء قرار الإفراج عن عثمان كافالا مع 8 آخرين، قائلاً: “إذا نظرنا إلى تنازل رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو عن قضية جيزي بارك، والرسائل الإيجابية التي بعثها الرئيس السابق عبد الله جول ونفوذ كافالا الكبير في أوروبا فإنه لا بد أن أردوغان اعتقد أن قرار الإفراج سيخدمه بشكل أفضل من اعتقاله”.
وتنازل أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل عن القضايا الجنائية المتعلقة بجرائم ارتكبت ضد شخصه ولا تحمل طابعًا عامًا، باستثناء جميع أنواع القضايا المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية، وفق ما أعلن نائب رئيس حزب المستقبل أيهان سفر أوستون.
هذا وذكر أوستون أنه من القضايا التي تنازل عنها داود أوغلو قضية “جيزي بارك” الخاصة بالتظاهرات التي اندلعت في 2013 من أجل الاحتجاج على تخطيط الرئيس أردوغان لتحويل المنطقة الخضراء في ميدان تقسيم إلى مركز تسوق وبناء ثكنة عسكرية ثم خرجت عن مسارها بالتدخل العنيف لقوات الشرطة.
–