دمشق (زمان التركية)ـــ وجهت الحكومة السورية اليوم الثلاثاء، اتهاما للنظام التركي بالعدوان على سيادتها، من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب واستهداف بعض النقاط العسكرية مشددة على الإصرار على استعادة السيطرة على كافة الأراضي السورية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية اليوم: “يستمر النظام التركي في عدوانه على سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية وذلك من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدم الجيش العربي السوري”.
وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الأنباء السورية “الجمهورية العربية السورية تؤكد مجدداً الرفض القاطع لأي تواجد تركي على الأراضي السورية الذي يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي واعتداء صارخاً على السيادة السورية ويتناقض مع بيانات آستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب الأمر الذي يؤكد إصرار نظام أردوغان على عدم احترام أي تعهدات ومواصلة التصرف كنظام خارج عن القانون”.
ومع التقدم الكبير للجيش السوري في ريف محافظتي إدلب وحلب، نقلت تركيا أكثر من 1000 مركبة عسكرية ومايزيد عن 5000 جندي إلى إدلب خلال الأسبوع الأخير.
وتابع المصدر: في الوقت الذي تهيب فيه سورية بالمجتمع الدولي اتخاذ المواقف الواجبة للجم السلوك العدواني للنظام التركي ودعمه اللامحدود للإرهاب في سورية وليبيا فإنها تؤكد مجدداً أن هذه الاعتداءات لن تنجح في إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية وستستمر قوات الجيش العربي السوري في مطاردة فلول هذه التنظيمات حتى القضاء عليها بشكل كامل واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة.
من جهة أخرى قال الرئيس التركي رجب إردوغان اليوم الثلاثاء إن “ثمنا باهظا” ستدفعه دمشق “نتيجة الهجوم على الجنود الأتراك والذي أسفر عن مقتل 5 منهم وإصابة آخرين”.
وأضاف الرئيس أردوغان: “سيدفعون ثمنا باهظا كلما اعتدوا على جنودنا الأتراك .. قمنا بالرد على الجانب السوري بأقصى درجة وكبدناهم خسائر ولكن هذا لا يكفي”.
وتابع قائلا: “سنعلن غدا الخطوات التي سنتخذها في إدلب”.
وقالت أنباء اليوم إن اللقاء الروسي التركي الثاني من نوعه انتهى أيضا دون التوصل إلى اتفاق مثل سابقه الذي عقد يوم السبت الماضي لبحث لبحث تطورات هجوم الجيش الحكومي السورية على إدلب التي سقط بها 13 جنديا تركيا خلال أسبوع.
ويتوقع محللون أن تركيا رفضت مقترحا روسيا بتقليل المساحة الجغرافية التي يشملها اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في سوتشي عام 2017، والذي نشرت على أساسه انقرة نقاط مراقبة في إدلب، باتت بعضها محاصرة مع تقدم الجيش السوري وسيطرته على طريق حلب- دمشق الدولي.
وسيطر الجيش السوري الحكومي مؤخرا على طريق دمشق – حلب الدولي M5 بشكل كامل لأول مرة منذ ثماني سنوات، ما يعني للحكومة السورية السيطرة على 5مدنٍ كبرى هي: دمشق، حلب، حماة، حمص، درعا، أي ربط الشمال السوري بجنوبه.
وكانت قوات النظام بدعم جوي روسي أطلقت في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، هجوما بريا عسكريا أسفر حتى الآن عن السيطرة على نحو 160 منطقة في كل من إدلب وحلب.
وأعلن الجيش السوري أمس الأول فرض السيطرة على 600 كم مربع في حلب وإدلب.
الهجوم البري السوري صعد من جهة أخرى التوتر بين أنقرة ودمشق وموسكو خصوصًا مع سقوط 13 جنديا من الجيش التركي وجرح آخرين في استهداف لنقاط المراقبة التركية في إدلب.
ورغم تهديد أطلقه الرئيس التركي رجب أردوغان، الأسبوع الماضي، حيث قال إنه سيمهل القوات السورية حتى نهاية شباط/ فبراير الجاري، للإنسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في المنطقة، لايزال الجيش النظامي السوري مستمرا في التقدم على محور طريق حلب دمشق انطلاقاً من جسر البرقوم الذي 17 كم عن مدينة حلب وباقي محاور الاشتباك على اتجاه المدينة.
–