إسطنبول (زمان التركية) – كشف تقرير ديوان المحاسبة التركي ما سبق وأكدته المعارضة، من استغلال ميزانية البلديات لدعم الأوقاف والمؤيدين لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
التقرير الرقابي لديوان المحاسبة لعام 2018، أوضح استغلال بلديتي “زيتين بورنو” و”بيكوز” التان كان يديرهما حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، لميزانية البلدية في دعم الأشخاص المؤيدين للحزب الحاكم والأوقاف التي يديرها.
وحول التجاوز في تعيين المقربين وتبديد ميزانية البلدية، قال التقرير إن معايير الكفاءة الموضحة في كراسة الشروط الإدارية للمشتريات وتوظيف السائقين والمشغلين التي وضعتها مديرية خدمات النقل في البلدية اشتملت على مواد وشروط مخالفة لمعيار التنافس.
وأوضح التقرير أن عدد الشركات التي تقدمت لإحدى المناقصات كان 5 شركات شركتان منهم فقط تقدمت بعروضها، قائلًا: “هذا يظهر أن 60% من الشركات التي تقدمت لم تقدم عطاءات” ما يشير إلى أنها كانت مناقصة وهمية.
بالإضافة إلى ذلك أوضح التقرير أن البلدية منحت بعض العقارات مجانا لصالح أحد الأوقاف من أجل تنفيذ أنشطته وتلبية احتياجاته خلال عام 2018، وذكر التقرير أيضًا أن البلدية خصصت بعض الممتلكات غير المنقولة للجمعيات والمؤسسات.
تم أيضًا سرد سلسلة من المخالفات في تقرير مراجعة حسابات بلدية زيتن بورنو.
على سبيل المثال بلدية زيتين بورنو برئاسة مراد أيدن طرحت مناقصة لأعمال الصيانة والإصلاح دون إعداد مشروع خاص بذلك، على عكس ما ينص عليه القانون، مشيرًا إلى أن 45 بندًا من بين 96 بندًا في المناقصة لم يتم تنفيذها.
وأشار التقرير إلى وجود فساد في بلدية زيتين بورنو عندما كانت تحت إدارة حزب العدالة والتنمية؛ حيث أسندت أعمال الحصول على خدمات ومنتجات بالأمر المباشر دون تنظيم مناقصة قانونية.
وفي باشاك شهير بمدينة إسطنبول، رصد التقرير عمل بعض الشركات داخل حدود البلدية دون الحصول على ترخيص تجاري، بالإضافة إلى ترقية موظفين في البلدية دون اجتياز الامتحان المؤهل لذلك، وقال التقرير إنه يجب تصحيح ذلك الوضع لانتهاكه القانون.
رئيس بلدية إسطنبول أكرم أوغلو نفذ ما سبق وتعهد قبل تسلم المنصب وقطع تمويل كافة الأوقاف المنتمية لحزب العدالة والتنمية.
الكاتب الصحافي في جريدة “يني تشاغ” التركية، مراد آغيريل، أوضح أن بلدية إسطنبول الكبرى، قبل رئاسة أكرم إمام أوغلو، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، كانت تنفق ميزانيتها في دعم وسائل الإعلام الموالية لحزب أردوغان، مقدمًا ما يدعم ادعائه.
آغيريل زعم أن بلدية إسطنبول الكبرى حولت 57 مليون ليرة تركية في الفترة بين عامي 2017 و2019، لوسائل الإعلام والصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية؛ بخلاف تكاليف الإعلانات الممولة من قبل البلدية.
أيضا الكاتب الصحفي والأكاديمي التركي أمر الله أوسلو لفت الأنظار في وقت سابق إلى البعد الخارجي للقضية، في مقال زعم فيه أن أكبر خطورة تواجه نظام أردوغان هو ظهور استخدام موارد بلدية إسطنبول في تمويل ما سماه “العمليات القذرة” في كل من سوريا وليبيا والصومال ومصر، إضافة إلى منطقة البلقان والقوقاز، وذلك عبر التعاون مع المجموعات الراديكالية الإسلامية.
وتابع الكاتب قائلاً: “ليس من السرّ أن الحزب الحاكم بقيادة أردوغان يستخدم موارد بلدية إسطنبول في تلبية مصاريف قادة الإخوان المسلمين ووسائل إعلامه المختلفة، بالإضافة إلى قادة المجموعات الراديكالية الجهادية في ليبيا وسوريا”، مشدّدًا على أن المخابرات التركية إحدى أطراف الحرب الدائرة في ليبيا وأن العثور على الأسلحة التركية المرسلة إليها من وقت لآخر أكبر دليل على ذلك.
واستدل أوسلو على مزاعمه بمبادرة المحكمة في إسطنبول إلى القضاء بوقف تدقيق ونسخ قاعدة البيانات الإلكترونية للبلدية بعدما أمر به أكرم إمام أوغلو، في إطار حملة تفتيش للفترة بين تاريخ يوم الانتخابات 31 مارس /آذار حتى تنصيبه رئيسًا للبدلية.
–