أنقرة (زمان التركية) – انتقد المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، فائق أوزتراك، الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية في السياسة الخارجية، وتبعية قرار تركيا السياسي لروسيا.
وخلال مؤتمر الصحفي اعتبر أوزتراك سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه ليبيا وسوريا بأنها “خاطئة”.
وانتقد أوزتراك كثرة لقاءات أردوغان مع بوتين قائلا: “لسبب يعلمه الله أردوغان يوافق على كل ما يطلبه بوتين. يُقال إن أردوغان التقى مع بوتين أكثر من 70 مرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. أنا على ثقة من أنه التقى مع بوتين أكثر من عدد المرات التي التقى فيها بنواب حزبه. البيت الأبيض هو الآخر الذي لا يعارض أردوغان مطالبه”.
وأوضح أوزتراك أن أردوغان يقبل ما يفرضه بوتين ويعارض ما تطرحه المعارضة حتى ولو كانت نفس المسألة، قائلا: “تم خرق وقف إطلاق النار في إدلب مجددا. نقول إنه يتوجب حل المشكلات القائمة في سوريا بالتباحث مع القيادة الشرعية لسوريا. لم يستجيبوا لما نطرحه، لكنهم جلسوا على طاولة المفاوضات عندما طلب بوتين هذا. لو استمعوا لنا حينها لتمكنوا من السيطرة على هذا الوضع دون إنفاق ملايين الليرات وبدون تقديم شهداء من أبناء البلد”.
وأضاف أوزتراك أن وزارة الخارجية فقدت فاعليتها فيما يخص السياسة الخارجية، وأن هذا الأمر أضر كثيرا بتركيا، مفيدا أنه لا يمكن عزل تركيا وأنه يتوجب على تركيا منح الأولوية إلى استفادة دول حوض البحر المتوسط من ثرواته بشكل عادل.
هذا وذكر أوزتراك أن حزب الشعب الجمهوري يرى أن قمة برلين حول ليبيا كانت إيجابية وأنه يتوجب على تركيا زيادة عدد العواصم التي يمكنها التعاون معها في القضايا الإقليمية، لافتًا إلى أنه ليس بالإمكان إدارة المرحلة بالتعاون مع موسكو وواشنطن فقط.
ويأتي تصريحات المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، تكرارا لما قاله كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري.
وقال كليجيدار أوغلو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذو العلاقات المثيرة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، هو من يحدد سياسة تركيا الخارجية.
كما انتقد زعيم الحزب الجمهوري تدخلات حكومة حزب العدالة والتنمية في كل من سوريا وليبيا، وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر حزبه بالعاصمة أنقرة: “لقد نصحنا الحكومة بأن تصبح صانع سلام في ليبيا، لأن لدينا صلة تاريخية مع شعبها، لكن الحكومة قالت إنها تتعامل فقط مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. لكن لما دعا بوتين أردوغان إلى طاولة المفاوضات جلس مع الجنرال خليفة حفتر”، على الرغم من أنه سبق أن وصفه بـ”الإرهابي” و”الانقلابي”.
وأعاد كليجدار أوغلو للأذهان أنهم اقترحوا في وقت سابق عقد مؤتمر إقليمي لإقامة السلام في سوريا التي تشهد حربًا أهلية منذ سنوات، ثم استدرك قائلاً: “لكنهم (حكومة أردوغان) رفضوا ذلك. غير أننا رأيناهم في وقت لاحق قد عقدوا اجتماعات أستانا حول سوريا بناءً على طلب من بوتين!”