أنقرة (زمان التركية) – قال رئيس حزب المستقبل، في تركيا، أحمد داود أوغلو إن مؤسسات حكومة العدالة والتنمية تصدر قرارات “سياسية” بعيدًا عن القانون للتضيق على المؤسسات الإعلامية المعارضة.
تصريحات أحمد داود أوغلو بشأن انتهاكات الصحافة، جاءت بمناسبة يوم الصحفيين العاملين الموافق 10 يناير/ كانون الثاني؛ وعلق على أزمة صحيفة “سوزجو” التي تواجه اتهامات من إعلام حزب العدالة والتنمية بالانتماء لحركة الخدمة، بسبب توجهها المعارض للحكومة، فضلا عن وقف وكالة الأناضول اشتراك الصحيفة في الخدمة الإخبارية.
داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق، قال منتقدًا: “المسؤولون عن صحيفة سوزجو، والكتاب فيها، مواقفهم تجاه حركة الخدمة واضحة. يجب مراعاة هذا الأمر من الناحية القانونية”.
أضاف زعيم حزب المستقبل “يجب أن تصدر قرارات قانونية بحق المؤسسات الصحفية لا سياسية. يجب ألا يتأثر القضاء بالظروف المحيطة به، ويجب أن يصدر قراراته بحرية”.
ودأبت حكومة العدالة والتنمية على اتهام كل شخصية أو مؤسسة معارضة ترغب في تصفيتها بالانتماء إلى حركة الخدمة، حتى لوقعت في تناقضات صارخة مثل اتهام صحيفة معروف عنها معارضتها الصريحة للحركة منذ نشأتها.
واليوم اعتقلت السلطات التركية الإعلامي التركي المعروف وخبير الضمان الاجتماعي علي تزال، الذي أعلن صباحًا خبر اعتقاله عبر حسابه بموقع تويتر، حيث قال في تغريدة إنه “محتجز” ولا يعرف السبب.
Gözaltına alınıyorum sebebini bilmiyorum
— Ali Tezel journalist (@tezelali) January 13, 2020
وتقول مصادر إن اعتقال علي تزال جاء في إطار تحقيقات الداعمين لحركة الخدمة التي تتولاها نيابة إسطنبول، وذلك على الرغم من اشتهار الرجل بأفكاره اليسارية الليبرالية.
وكان علي تيزال، شارك صورةً له في بنك آسيا، دعما للمؤسسة المالية التي أغلقت في 2015، بسبب تبعيتها لحركة الخدمة، ويبدوا أن النيابة العامة تحقق مع في ذلك، حيث أن جميع المتعاملين مع بنك آسيا وجعت لهم اتهامات بدعم حركة الخدمة، التي تتهمها أنقرة بدون أدلة واضحة بدعم انقلاب عام 2016.
وقدم تزال برامج إعلامية خاصة بالضمان الاجتماعي استمرت لسنوات طويلة في مؤسسات إعلامية مرموقة كصحيفة أكشام وتلفزيون سكاي التركي وخبرتك وقناة أن تي في، كما كتب العديد من المقالات في هذا المجال.
يشار إلى أنه بحسب تقرير لجنة حماية الصحفيين الصادر حديثا جائت تركيا في المركز الثاني كأكثر الدول اعتقالا للصحفيين في العالم، حيث تعتقل تركيا أكثر من 68 صحفياً، من بين 251 صحفياً معتقلين حول العالم، فيما ارتفع عدد الصحفيين السجناء في الصين إلى 47.
الرئيس التركي رجب أردوغان تعرض يوم الجمعة الماضي لانتقادات بسبب احتفاله بيوم “الصحفيين العاملين” فيما تضم السجون عشرات الصحفيين المعتقلين، وبات آلاف آخرين ممنوعين من مزاولة من العمل.
وقال إردوغان في بيان بهذه المناسبة “وجود صحافة فعالة وقادرة على إعلام الجمهور دون أي قيود، هو شرط مسبق لمجتمع ديمقراطي وشفاف”، أضاف ”مع مراعاة الحساسيات الاجتماعية، أعتقد أنه في ضوء الدروس التي تعلمتها من التجارب السيئة، ستمنع وسائل إعلامنا القوى المظلمة من بلوغ أهدافها”.
والعدد الفعلي للمعتقلين في تركيا بسبب العمل في الصحافة والإعلام أكثر من المرصود، حيث أن كثيرا منهم لا يعتبرون في نظر القانون يمارسون عملا إعلاميا نظرا لعدم امتلاكهم بطاقة صحفية.
وبالإشارة إلى حملة القمع الأمني الواسعة التي شهدتها تركيا عقب انقلاب عام 2016، قال تقرير سابق للمعهد الدولي للصحافة إن الصحفيين في تركيا يُسجنون ”نتيجة لحملة مطولة وذات دوافع سياسة ضد الإعلام“، مشيرا إلى أن تركيا هي ”أكثر دولة سجنا للصحفيين (في العالم) بلا منازع“ على مدى نحو عشر سنوات.
–