أنقرة (زمان التركية) – موجة من السخرية طالت المدرعات التركية الثقيلة من طرازي “كيربي” و”فوران”، التي أمدت بها أنقرة حليفتها حكومة الوفاق الوطني لمواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
الحساب الرسمي للجيش الوطني الليبي نشر عددا من الصور ومقاطع الفيديو، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” كشفت عن الاستيلاء على عدد من المدرعات التركية من طراز “كيربي” التي تمتلكها قوات حكومة الوفاق، في مدينة “سرت” وتدمير عدد آخر منها.
وخضعت مدينة سرت لسيطرة القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر يوم الأحد الماضي، فيما انسحبت قوات حكومة الوفاق الوطني منها، وتركت الآليات التركية الثقيلة.
يظهر في الصور أن قدرات المدرعة التركية، التي تنتجها شركة “BMC” المقربة من أردوغان، في المناورة منخفضة للغاية، فضلًا عن عدم تحمل دروعها للهجمات، بالإضافة إلى بطء استخدام السلاح عليها.
مدرعة “كيربي” أطلق الليبيون عليها بشكل ساخر اسم “لميس”.
وقالت صحيفة أحوال التركية ، نقلا عن عن مصادر إن 3 جنود أتراك لقوا مصرعهم فى ليبيا فيما أصيب 6 آخرين ، فيما لم توضح الصحيفة المزيد عن تفاصيل الواقعة.
مسؤول عسكري تركي، رفض الكشف عن هويته، حمل المقاتلين السبب، قائلًا: “المدرعات المباعة إلى ليبيا تحمل حماية تدريعية عالية. ودروعها جيدة. وتصنف المدرعة كيربي على أنها من النوع الثقيل، ولكن الغرض من إنتاجها هو نقل الجنود من مكان إلى آخر بأمان. لا تحتاج إلى أن تكون ثقيلة أو مرنة في المناورات. البرج المركب عليها من طراز “Aelsan SARP” وهو ناجح. والمدرعة الأخرى الظاهرة في الصور هي “فوران”، وهي مدرعة قوية”.
أما عن سبب فشلها في الاشتباكات التي تشهدها ليبيا، فزعم أن الليبيين يفتقرون للخبرة اللازمة للتعامل مع تلك المدرعة، قائلًا: “المشكلة الأساسية هنا هي عدم خبرة الجنود الليبيين. أغلبهم ليسوا من الجنود النظاميين، وإنما جنود مرتزقة. نظرتهم للمدرعة التي يؤتمنون عليها بقيمة 200-300 ألف دولار مختلفة عن نظرتنا إليها. إنهم يتركون المدرعات ويفرون من أجل إنقاذ أرواحهم أو عدم الدخول في المخاطر. إلا أن جنودنا لا يتركون مدرعاتهم دون أن تأتي لهم الأوامر بذلك”.
تصريحات المسؤول العسكري التركي لخصت الموقف في افتقار الليبيين للخبرة العسكرية اللازمة للتعامل مع الآليات التركية، بالإضافة إلى الاعتماد على مرتزقة في صفوف قوات حكومة الوفاق الليبية، على حد قوله.
خبير الشؤون الدفاعية أردا مولود أوغلو، علق على الصور ومقاطع الفيديو، وأكد أن خبرة العاملين عليها هي العامل الأول والرئيسي المؤثر على أداء المعدات العسكرية.
وقال مولود أوغلو: “على الجانب الآخر، حتى وإن كانت هذه المدرعات ذات حماية مقاومة للألغام، إلا أنها لا توفر مقاومة ضد كافة أنواع الصواريخ والألغام والمواد المتفجرة. في بعض الأحيان تتعرض المدرعة لهجمات باستخدام صواريخ أو مواد متفجرة أكبر من قدرتها على التحمل. النتيجة أن هذه المدرعات لها حد معين من الحماية. لا يوجد شيء اسمه حماية مطلقة. الهجمات الكثيفة تعرض المدرعات للتخريب، وهذا لا يعني أنها منخفضة الجودة. واليوم نرى أقوى دبابة في العالم إبرامز الأمريكية والمدرعات الروسية أيضًا تتعرض للهجمات والتخريب. وهذا لا يعني أنهم غير جيدين”.
–