سلجوق جولطاشلي
كنتُ قد تعرفت على الأخ أكرم في سنة 1987 عندما كنتُ طالبا جامعيا في السنة الأولى. حيث كان مديرا لأحد المساكن الطلابية في حي باكركوي بإسطنبول. ونحن كنا نسكن في ذلك السكن. كان مطلعا على الأدب وكان حادا بعض الشيء لكنه كان يتكلم بشجاعة وكلامه كان صريحا. وكنا قد أحببناه.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]كان الأخ أكرم متفائلا بحكومة العدالة والتنمية لأنها كانت تعتبر الاتحاد الأوروبي من أولوياتها، وتتحدث دوما عن الديمقراطية، ولأنها تخاطب العلويين والأرمن والأكراد والأقليات بخطابات ودية حميمية بالإضافة إلى أن أردوغان كان متدينا. وكان أحيانا يقول حين يسمع بعض الانتقادات الموجهة إلى أردوغان مدافعا عنه بسبب تدينه: المؤمن (أردوغان) لا يؤذي مؤمنا ولا يوذي أي إنسان.[/box][/one_third]وقد تقاطعت طرقنا في جريدة” زمان” بعد سنوات عديدة. فحين عُيِّنتُ في ممثلية بروكسل أصبح هو مديري. وبعد ذلك رفع من شأن الجريدة حيث ازداد الإقبال عليها، وازدادت جودتها، وحصلت على جوائز دولية. وأصبحت جريدة المتدينين الديمقراطيين الذين لايرون الديمقراطية مجرد محطة لابد من المرور بها والذين يرون أن الاتحاد الأوروبي فرصة لحل مشاكل تركيا لا مجرد نادٍ مسيحي والداعمين للتسوية والتوفيق بين الاختلافات تحت سقف التنوع.
وبعد إكمال دراسته الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية عاد إلى تركيا وعُيِّن كمدير تحرير لجريدة” زمان” وبعد ذلك تسلم حزب العدالة والتنمية زمام الحكم في تركيا. وكان متأكدا مثلنا جميعا من أن حزب العدالة والتنمية سيحل المشاكل المتجذرة في تركيا وسيحسن من مستوى المعيشة ويجعل الأكراد والعلويين والأرمن واليهود جزءا من هذا الوطن بوصفهم مواطنين حقيقيين. وكان إيمانه هذا قويا إلى درجة أنه كان مقتنعا بأن الحزب يناضل من أجل خلاص الدولة في دعوى إغلاق الحزب وفي 27 أبريل/ نيسان 2007 (انتخاب عبد الله جول رئيسا للجمهورية) واستفتاء 12 سبتمبر/ أيلول2010. كان الأخ أكرم متفائلا بحكومة العدالة والتنمية لأنها كانت تعتبر الاتحاد الأوروبي من أولوياتها، وتتحدث دوما عن الديمقراطية، ولأنها تخاطب العلويين والأرمن والأكراد والأقليات بخطابات ودية حميمية بالإضافة إلى أن أردوغان كان متدينا. وكان أحيانا يقول حين يسمع بعض الانتقادات الموجهة إلى أردوغان مدافعا عنه بسبب تدينه: المؤمن (أردوغان) لا يؤذي مؤمنا ولا يوذي أي إنسان. كان الأخ أكرم الذي عملت معه سنوات صريحا دائما ولم يكن يجيد الكلام والتلاعب به وكان صادقا ومستغنيا عن الصداقة للحصول على منافع شخصية.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]الأخ أكرم بوصفه مؤمنا لم يخدع لكنه انخدع. فقد عانى كثيرا من الانقلابيين. وأنى كان له أن يعرف بأن أردوغان سيكون انقلابيا أكثر من الانقلابيين أنفسهم. وأردوغان الذي نسي أنه سُجن لأنه قرأ شعرا وأثبت وجوده على الساحة السياسية لأنه سُجن، سيكتشف قريبا مرة أخرى قوة السجن وأن يكون المرء على الحق.[/box][/one_third]ورأيت أنه لم يتغير عندما شاهدته وهو يعتقل يوم الأحد 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014. فهو متواضع لكنه وقور جدا. ربما كان مهموما بعض الشيئ لكنه كان متوكلا على الله حق التوكل. ومع أنه كان مهموما بعض الشيئ إلا أنه كان متبسما إلى درجة أن يجنن أعداءه من غيظهم. إنه مستقيم ومنتصب القامة مثل حرف الألف دون أن يداني أحدا! وكان لسان حاله يقول “خذوا جسدي وافعلوا به ما تشاءون ولكن لا تلحقوا أذى بجريدة” زمان”. وما الذي تنتظرونه من رجل دخل السجن في السابعة عشرة من عمره وتعرض للتعذيب؟
لقد أخطأتم في اختياركم للرجال الذين تعرضتم لهم. ولعلكم تفاءلتم حين خرج من بينهم حسين جولرجه (الذي كان كاتبا في جريدة” زمان” ثم غادرها استجابة لتوقعات الحزب الحاكم وحتى يأمن شرهم وينال من خيرهم). وبدأتم بوضع خطط لعلكم قد تجدون الكثيرين من أمثال حسين جولرجه. ولكن خطتكم لم تجدِ شيئا. فسوف تجدون مكان جولرجه الكثيرين من أمثال أكرم دومانلي وهدايت كاراجا. لقد أخطأتم في اختياركم للرجال الذين تعرضتم لهم. فسوف يزداد عدد الرجال من أمثال دومانلي بشكل لا يمكن لكم تخيله.
الأخ أكرم بوصفه مؤمنا لم يخدع لكنه انخدع. فقد عانى كثيرا من الانقلابيين. وأنى كان له أن يعرف بأن أردوغان سيكون انقلابيا أكثر من الانقلابيين أنفسهم. وأردوغان الذي نسي أنه سُجن لأنه قرأ شعرا وأثبت وجوده على الساحة السياسية لأنه سُجن، سيكتشف قريبا مرة أخرى قوة السجن وأن يكون المرء على الحق.