تقرير: حسن دوغان
إسطنبول (زمان التركية) أرجع مراقبون إقدام الرئيس التركي رجب أردوغان على إعادة المشاريع القومية مثل “قناة إسطنبول الثالثة” و”السيارة المحلية” لأجندة تركيا إلى أنه يعتزم إعلان انتخابات مبكرة، ويسعى إلى تشكيل رأي عام إيجابي من أجل حصد أكبر عدد ممكن من الأصوات، خاصة بعد أن اهتزت الثقة في الحزب الحاكم على وقع الهزيمة التي منى بها في الانتخابات المحلية.
أصحاب هذا الرأي ينطلقون من عادات أردوغان قبيل كل استحقاق انتخابي، حيث يعيد للأذهان النجاحات الاقتصادية التي حققتها حكومته في السنوات الأولى، لكن لما توقفت تلك المشاريع الاقتصادية بعد العقد الأول من حكمه بدأ يعتمد على مشاريع غير واقعية، ويعيد افتتاح ذات المؤسسات في أزمنة مختلفة.
على سبيل المثال، مؤسسة تدوير النفايات الصلبة التي شُيّدت في مدينة أماسيا عام 2015 بـ”منحة أوروبية” تم افتاحها خمس مرات من قبل مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم أردوغان، منذ عام 2008، بحسب خبر أورده موقع “أودا تي في” الإخباري القريب من دوغو برينجك، زعيم حزب الوطن، المتحالف حاليًّا مع أردوغان.
إلا أن أمر الله أوسلو، الكاتب الصحفي وضابط الأمن السابق المعروف، له رأي آخر في هذا الصدد، حيث استبعد أن تكون تحركات أردوغان الأخيرة من أجل الاستعداد لانتخابات مبكرة، مستشهدًا على ذلك بعدم استعجال ويزر الاقتصاد الأسبق علي باباجان في تأسيس حزبه الجديد، مفترضًا أنه، أي باباجان، أحد الشخصيات التي تجسّ نبض أردوغان جيدًا بحكمه مرافقته له حوالي عقدين من الزمن.
أوسلو طرح احتمالاً آخر لمساعي أردوغان الرامية إلى الإيهام بأن قصة النهضة الاقتصادية لم تنتهِ بعدُ من خلال طرح المشاريع “المعدومة” حاليًّا، من قبيل قناة إسطنبول الثالثة والسيارة المحلية، حيث قال في تسجيل مصور نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي: “إن أردوغان يرى في الأفق العقوبات الاقتصادية الدولية التي تستعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرضها على تركيا، بسبب خروجه على القانون الدولي في عملياته العسكرية في المنطقة، وهو يتخذ تدابير من الآن لمواجهة هذه العقوبات”.
فصل أسلو أطروحته قائلاً: “بحسب رأيي، فإن أردوغان سيطلق دعاية يزعم من خلالها أن الدول الغربية والإدارة الأمريكية بدأت تستهدف تركيا بالعقوبات الاقتصادية، متذرعة بعملياتها الخارجية، من أجل تقويض جهودهم الساعية إلى إطلاق حملة موسعة للصناعة الثقيلة وصنع السيارة المحلية”، على حد تعبيره.
وتابع أوسلو أن أردوغان يحاول تغيير الأجندة الحقيقية في تركيا ويحضّر الرأي العام لقبول فكرة تزعم أن العقوبات الاقتصادية التي قد يفرضها الكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي أو مساعي روسيا لمنع تحقق الأهداف التركية في ليبيا هدفها الحقيقي هو عرقلة جهود مشروع إطلاق الصناعة المحلية الثقيلة.
يشار إلى انه مع تزايد الانتقادات لأداء حكومة العدالة والتنمية في ظل النظام الرئاسي الذي طبق العام الماضي في تركيا، تطالب العديد من الأحزاب المعارضة بانتخابات برلمانية مبكرة.
–