باريس (زمان التركية) – شن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا حملة غاضبة ضد تصريحات الصحفي الموالي لحزب العدالة والتنمية جام كوتشوك، المشجعة على تعذيب المعارضين، وخاصة من أعضاء حركة الخدمة.
جام كوتشوك شارك في برنامج تليفزيوني على قناة “TGRT” التركية، وأعرب عن غضبه من عدم تمكن السلطات التركية من إجبار المنتمين لحركة الخدمة على تقديم اعتراف بالمشاركة في الانقلاب، وأوصى الأجهزة الأمنية باستخدام أساليب تعذيب لإجبارهم على الاعتراف، وتنفيذ عمليات اغتيال ضد الموجودين منهم خارج تركيا.
İnsan olduğunu sanan yaratıklar.
CemküçükİnsanlıkSuçuİşliyor https://t.co/ltsCBN1Ap8— Dilbirîn (@Gureciya) December 24, 2019
تصريحات جام كوتشوك تسببت في موجة عارمة من الغضب والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر عنها المستخدمون تحت وسم: “CemKüçük İnsanlıkSuçu İşliyor” أي “جام كوتشوك يرتكب جرائم ضد الإنسانية”، حيث وصلت إلى المركز السادس عالميًا، والخامس على مستوى تركيا.
https://twitter.com/Ozgurmedya_Tr1/status/1209468311769174018
جام كوتشاك أوصى باستخدام الأساليب التي يستخدمها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، للتعامل معتقلي حركة الخدمة، والفارين من الملاحقات الأمنية.
وتتهم حكومة الرئيس رجب أردوغان حركة الخدمة بتدبير انقلاب عام 2016، بينما تنفي الحركة وتطالب بتحقيق دولي.
وقال كوتشوك في تصريحاته: “لنقل إن أحداث 17/25 ديسمبر/ كانون الأول 2016 حدثت في إسرائيل، كانوا سيجدون وسيلة للتخلص ممن قاموا بذلك، كنا سنسمع يوميًا 15-20 خبرًا عن حوادث، مثل وفاة بحادث مروري، أو انتحار أو تعاطي جرعة كبيرة من مواد مخدرة أو تناول جرعة كبيرة من الكحوليات أو الانتحار من فوق جسر. الآن علينا أن نفكر في كل تلك الوسائل”.
كوتشوك أوصى بتعذيب رئيس شعبة الأمن في إسطنبول السابق علي فؤاد يلمازر، ومالك صحيفة زمان علاء الدين كايا، ومحمد بارتيجوتش للاعتراف بمسئوليتهم عن انقلاب 2016.
وقال: “الآن بين أيدينا 3 أو 4 أسماء مهمة من أنصار حركة الخدمة: علي فؤاد يلماز آر، ومحمد بارتي جوتش، وعلاء الدين كوتش. عليكم إجبارهم على الاعتراف. إنهم يعرفون الكثير من الأمور. ولكن وكلاء النيابة يقولون لهم: “عزيزي فؤاد، أهلًا وسهلًا، ما اسمك وما لقبك…”. ويطرحون أسئلة عادية. يا أخي هناك أساليب أخرى لجعلهم يعترفون. مثلًا يمكنك إلقاؤه من النافذة”.
أتي ذلك بينما يتزايد الحديث في تركيا عن حالات تعذيب بالسجون التركية.
قال البرلماني التركي المعارض سازجين تانري إن سجون تركيا الـ 355 تشهد وقائع تعذيب، وأن الأمر لم يعد يقتصر على الأكراد، ولا على السجون الثلاثة الشهيرة في إسطنبول وأنقرة وديار بكر.
والشهر الماضي ظهرت من جديد أدلة على تعرض 77 من المعتقلين بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة للتعذيب في مديرية أمن أنقرة، بعدما قالت تقارير في يوليو/ تموز الماضي إن 100 دبلوماسي سابق مفصولين من العمل بتهمة الانتماء لحركة الخدمة، تعرضوا للتعذيب في مديرية أمن أنقرة على يد عناصر من جهاز الاستخبارات.
وقال البرلماني تانري كولو وهو نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان: “أمامنا نظام الآن ينفذ عمليات التعذيب بشكل ممنهج… الجميع يتعرض للتعذيب. أنصار فتح الله كولن، والأكراد، واليساريين… في تركيا الجميع متساوٍ، ولكن في التعذيب فقط. اليوم هناك وقائع تعذيب منتشرة بشكل غير مسبوق في تاريخ تركيا. لم يسبق أن ضمت سجون تركيا 11 ألف امرأة”.
وأوضح تانري كولو أن سجون تركيا تضم 280 ألف معتقل، بينما الطاقة الاستيعابية القصوى للسجون 220 ألف فقط بزيادة 60 ألف معتقل، مشيرًا إلى أن هناك سجونا طاقتها الاستيعابية 5 آلاف فقط، ولكنها تضم 10 آلاف سجين.
وخلال حالة الطوارئ التي استمرت عامين منذ إعلانها في يوليو/ تموز 2016 عقب الانقلاب، تم حبس أكثر من 30 ألف شخص في بتهمة المشاركة في تدبير الانقلاب، بينهم أكبر رقم للصحفيين المعتقلين في العالم والذي يتجاوز 120 صحفيًا، و11 ألف سيدة برفقتهن 700 طفل. كما فصل منذ بداية الأحداث 130 ألف موظف مدني وعسكري من عملهم.