إسطنبول (زمان التركية) – حذر وزير الداخلية الأسبق، السياسي التركي المستقيل من حزب الطريق الصحيح، محمد أغار، من أن هناك مساعٍ للقضاء على تحالف حزب الرئيس رجب أردوغان والحزب القومي في تركيا.
في ندوة حوارية نظمتها منصة “مجموعة سور إيجي”، قال محمد أغار في كلمته إن هناك مخططات لتفتيت النظام الحاكم القائم على التحالف بين التيارين المحافظ والقومي في تركيا، قائلًا: “هناك محاولات سياسية لتفتيت النظام المحافظ القومي الكبير”.
ولجأ الرئيس التركي رجب أردوغان إلى “تحالف الجمهور” مضطرًا مع حزب الحركة القومية، قبيل انتخابات يونيو/ حزيران 2018 بعد تراجع شعبية الحزب الحاكم ذو الخلفية الإسلامية في الشارع.
محمد أغار الذي شغل منصب وزير الداخلية في عام 1996، ثم انتقل إلى منصب وزير الداخلية في الحكومة التركية 54 التي تشكلت بتحالف بين حزب الرفاه وحزب الطريق الصحيح، كان قد أثار حالة من الجدل الواسع بعد الحكم عليه بالبراءة في قضية وحدة استخبارات الجاندرما ومكافحة الإرهاب (JİTEM) التي تشكلت دون علم من وزارة الداخلية أو رئاسة أركان الجيش، وتسببت في اغتيال 19 شخصًا في الفترة بين عامي 1993 و1996، بالإضافة إلى مئات الجنايات المقيدة ضد المجهول التي ارتكبت ضد المواطنين الأكراد.
منصة مجموعة سور إيجي نظمت الندوة الحوارية في فندق أكجون في منطقة توب كابي بإسطنبول بمشاركة عدد كبير من السياسيين، وبدأت الندوة بكلمة لرئيس المنصة نديم آبي.
ووقعت العديد من الجرائم مجهولة الفاعل، والتي تقف ورائها “الدولة العميقة”، خلال توليه محمد أغار مناصب مختلفة بينها وزير الداخلية، ووزير العدل، ومدير الأمن، في تسعينيات القرن الماضي.
وفي كلمته أكد أغار على ضرورة مواجهة الأحزاب السياسية الجديدة، قائلًا: “يجب الوقوف أمام الأحزاب التي سيتم تأسيسها، وإلا فإن النتائج ستكون وخيمة للغاية”.
وكان رئيس حزب الوطن اليساري دوغو برينجاك اعتبر مؤخرًا أن حزب العدالة والتنمية بتحالفه مع حزب الحركة القومية يقاومون أمريكا، وأنها منزعجة من ذلك فدعمت تأسيس أحزاب جديدة، قائلًا: “أحد ردود الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك هو إحداث تفرقة داخل حزب العدالة والتنمية. ومن الممكن أن ينظر إلى باباجان وداود أوغلو على أنهما مخطط أمريكي داخل تركيا”.
رئيس حزب الوطن الذي كان متهما في قضية مرتبطة بالدولة العميقة ثم خرج من السجن وتحالف مع أردوغان، طرح تشكيل حكومة ائتلافية يشارك بها أربعة أحزاب حليفة لمواجهة أمريكا، والتخلص من الأزمات الاقتصادية، وقال خلال مؤتمر الثورة الإنتاجية في مدينة بورصا، هذا الشهر، أن حزب أردوغان غير قادر على إدارة المرحلة، لكن حل المشكلة لن يكون بإقصاء حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أنهم سيشكلون حكومة قومية قائمة على الإنتاج.
ونصب برينجاك نفسه متحدثًا باسم أربعة أحزاب وقال: “أحزاب العدالة والتنمية والوطن والحركة القومية والشعب الجمهوري، التي تمثل القطاع الأكبر من المجتمع، ستتولى تشكيل الحكومة”.
وتطرق برينجاك إلى الحزبين الجديدين المنتظر تأسيسهما، وزعم الحكومة الائتلافية الجديدة هدفها التصدى للولايات المتحدة ورفض القرارات المفروضة من واشنطن وبروكسل، قائلا: نشاهد داود أوغلو وعلي باباجان وهما يعلنان في البرامج مطالبتهما الولايات المتحدة بتشكيل حكومات لهم. لقد انتهى عصرهم، وانتهى عصر من يلجؤون للولايات المتحدة لتسكيل الحكومات. لم يعد هناك شيء كهذا”.
وأسس رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، حزبا يحمل اسم المستقبل، فيما يؤسس نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، حزب آخر من المنتظر الإعلان عنه قريبًا.
–