إسطنبول (زمان التركية) – قال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، إن إجراء استفتاء شعبي في إسطنبول على مشروع “قناة إسطنبول الجديدة”، الذي يصر عليه الرئيس رجب أردغان بالرغم من تحذيرات الخبراء أمر غير مستبعد.
إمام أوغلو الذي أكد أكثر من مرة أنه يعارض المشروع، بسبب التحذيرات من عواقبه الكارثية على البيئة وما سيترتب عليها من زلالزل، قال: “قد ندعو أهالي مدينة إسطنبول لاستفتاء” شعبي على المشروع.
أكرم أوغلو المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، كان قد اعتبر أن أهالي إسطنبول أفشلوا المشروع في انتخابات المحليات الأخيرة التي نجح فيها خلال أمام مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم. وأكدًا أنه لن يقوم بالتصديق على تنفيذ مشروع يهدد مصالح الشعب والمواطنين، قائلًا: “لن نقول نعم على أي مشروع يعتبر خيانة لأهالي إسطنبول، يجعلنا نندم عليه غدًا”.
وردا على سؤال الصحافيين حول ما إن كان هناك نية لإجراء استفتاء حول قناة إسطنبول، قائلًا: “إذا لزم الأمر، سيتم دعوة المواطنين للاستفتاء على المشروع. أنا أول من دعا لذلك. بالتأكيد يجب معرفة رأي المواطنين؛ ولكن هذا ليس سباق سياسي. هذا القرار يجب أن يصدر من العلماء”.
ومع إصرار أردوغان على تنفيذ ما وصفه يوما ما أنه “المشروع المجنون”، في ظل تنامي الرفض لتنفيذه، أطلق عدد من الساسة والصحافيين والخبراء دعوات لإجراء استفتاء على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول.
ويقول خبراء جيولوجيا إن المشروع سيسبب كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة بالزلزال، مطالبين بإلغائه.
وشبه إمام أوغلو إسطنبول ومساحاتها الخضراء بغابات الأمازون، قائلًا: “هل كانت ضمائرنا في راحة عندما اشتعلت غابات الأمازون؟ لماذا؟ نحن محقون فنحن لدينا حق في غابات الأمازون. الأمر نفسه بالنسبة لإسطنبول من حيث التكوين والقيمة والجغرافيا. يجب سؤال المواطنين بالتأكيد”.
وفي تحدٍ لرغبة لرئيس أردوغان، أكد أن تنفيذ مشروع قناة إسطنبول لا يمكن أن يتوقف على قرار شخص واحد فقط، قائلًا: “لا يجب أن يلغى المشروع لأنني قلت ذلك، ولا يجب تنفيذه لأن أحدهم يريده. ولكن يجب مناقشته. بفضلنا يتم مناقشته، ولكنهم يقولون نحن مصرون على تنفيذه، ولا يقولون سنسأل ونستشير. لا يوجد منهم من يقول سنناقش الأمر. هذا تصرف خاطئ تمامًا”.
وردًا حول ما نشر عن امتلاك والدة أمير قطر مساحات شاسعة في إسطنبول بالمنطقة المتلة على مشروع قناة إسطنبول، عبر شركة تسويق عقاري أسستها مع آخرين عام 2018، أكد أكرم أوغلو أنه يجري حاليًا بحث أوراق الشركة وعمليات البيع والشراء التي تمت في هذه المنطقة المخطط أن تكون مسار القناة الجديدة.
وهذا الأسبوع قال أردوغان: “سنطرح مناقصة مشروع قناة إسطنبول المائية ونبدأ بتنفيذ المشروع في أقرب وقت”. وأضاف: “لم ولن نسمح لأي قوة بالحيلولة دون تحقيق تركيا أهدفها لعام 2023”.
الجدير بالذكر أن تكلفة مشروع حفر قناة إسطنبول ستصل إلى 16 مليار دولار في وقت يعاني الاقتصاد التركي من أزمة كبيرة ونقص في قيمة عملته الليرة أمام العملات الأجنبية.
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء لربط بحر “مرمرة” بالبحر “الأسود” في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا، بموازاة مضيق البوسفور.
وتقول حكومة العدالة والتنمية إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطًا.
–