إسطنبول (زمان التركية) – اعتبر البرلماني المنشق عن حزب العدالة والتنمية، مصطفى يانار أوغلو، أن أحمد داود أوغلو وعلي باباجان اللذان يؤسسان حزبين جديدن ليست لديهما رؤية كافية لحل مشاكل تركيا، كاشفا عن امتعاض أعضاء في الحزب الحاكم من التحالف مع حزب الوطن اليساري.
يأتي ذلك بعد أن قال يانار أوغلو في وقت سابق إن الشكل السياسي الذي سيقدمه نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان في حزبه الجديد، يناسبه أكثر من حزب العدالة والتنمية.
ولكن لاحقًا هاجم البرلماني يانار أوغلو رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو الذي أعلن تأسيس حزب “المستقبل” ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان الذي يستعد للكشف عن حزبه الجديد.
وقال يانار أوغلو في حوار له على قناة الصحافية روشان تشاكير، على “يوتيوب”: “لا أرى أن علي باباجان وداود أوغلو يقرءان المصير الذي تتجه له تركيا. فتركيا تتجه نحو كارثة”.
وأضاف يانار أوغلو: “الناس يتعرضون للاختطاف في تركيا، وقد تم إعلان مئات الآلاف إرهابيين. 82% من الشعب التركي يقول إن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان. الجميع يحاول مغادرة البلاد. الشباب يخضعون لتأثير المسلسلات والأعمال الدرامية التي تنتجها الدولة. في مسلسل السلطان عبد الحميد، يتعرض أحد نواب البرلمان للقتل على يد عصابات بتكليف من السلطان، ويتم مدح ذلك”.
وأوضح أن وسائل الإعلام والصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية وأردوغان، تمتلك آلية ضخمة ومخيفة للتأثير في المجتمع، قائلًا: “لقد شكلوا مناخًا من الخوف. يتصلون بي من وسائل الإعلام غير الخاضعة لسيطرة الدولة، ويقولون لي: نحن نحبك، ولكن نخاف مما قد يحل علينا.. اليوم هناك نحو 550 ألف إنسان يحاكم بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي. الحد الأدنى للعقوبة 5 سنوات. وهذا يعني نحو 4 ملايين إنسان مع عائلاتهم”.
وأكد يانار أوغلو أن أردوغان لم يعد كما كان قبل ذلك، قائلًا: “قبل استقالتي أرسلت خطابًا لأردوغان. اليوم شخصيات مثل دوغو برينجك (زعيم حزب الوطن اليساري المتطرف)، يدعمون حزب العدالة والتنمية اليميني المحافظ. كيف هذا؟ هذا الأمر يتسبب في إزعاج كل أعضاء حزب أردوغان. إن نظرنا إلى داخل الحزب لن نجد أي تيار أو مجموعة تمثل ما يقوم به الحزب الآن. وإنما هناك من يحاولون إقناع الجميع بذلك، من أجل حماية مصالحهم والحفاظ على مناصبهم، وكأنهم يدفنون رؤسهم في الرمال”.
وكان رئيس حزب الوطن التركي، دوغو برينجاك، قال في تصريحات سابقة إن إدارة حزب العدالة والتنمية عاجزة بمفردها عن إخراج تركيا من مستنقع الديون والأزمة الاقتصادية، وأنه يمكن حل تلك المشاكل عن طريق حكومة ائتلافية يشارك بها أربعة أحزاب حليفة.
وفي كلمته خلال مؤتمر الثورة الإنتاجية في مدينة بورصا هذا الشهر، تحدث برينتشك وكأنه رئيس الحكومة القومية القائمة على الإنتاج التي طرح فكرتها، وقال: “أحزاب العدالة والتنمية والوطن والحركة القومية والشعب الجمهوري، التي تمثل القطاع الأكبر من المجتمع، ستتولى تشكيل الحكومة”.
يذكر أن أردوغان عقد بعد ظهور فضائح الفساد في 2013 تحالفًا مع برينجاك، أبرز القياديين في تنظيم الدولة العميقة / أرجنكون، التي تقتضي مصالحها الراهنة موالاة المعسكر الأوراسي بعدما كانت موالية لحلف الشمال الأطلسي حتى التسعينات، ثم انضمّ إليهما زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي اعتبارًا من عام 2015، وهذا التحالف الثلاثي من يحكم تركيا منذ ذلك الحين، وبالتالي هو المسؤول عن المشاكل الحالية، بما فيها الاقتصادية، غير أن برينجاك يزعم أنهم من سيحلون تلك المشاكل عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية قائمة على الإنتاج رغم أنهم المسببون لها.
–