أنقرة (زمان التركية) – توقع مدير مؤسسة بحثية أن يحدث حزبا نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو تغييرات في خريطة التحالفات السياسية في تركيا.
بكر أغيردير، مدير مؤسسة “كوندا” التركية للأبحاث والخدمات الاستشارية، أكد أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيتعرض للضرر حتى لو لم يحصد الحزبان الجديدان أصوات في الانتخابات.
وتحالف الرئيس رجب أردوغان مضطرًا مع حزب الحركة القومية منذ الانتخابات البرلمانية في يونيو/ حزيران العام الماضي، أملا في جذب أصوات القوميين بسبب تراجع شعبية الحزب الحاكم في الشارع التركي.
وفي حديثه مع موقع (تي 24) التركي، اعتبر أغيردير أن أن التصريحات التي أدلى بها باباجان خلال لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي، تعكس تهربه من تصنيف نفسه على أساس أيدولوجي.
اعتبر أغيردير إن باباجان يتجنب الصدام، وقال: “غالبية خطاباته تركز على حالة الاختناق بالمرحلة الحالية التي تشهدها تركيا أكثر من توجيه الانتقاد المباشر للعدالة والتنمية أو أردوغان. ويستخدم لغة تهدف لخلق علاقات مع سياسيين أكثر احترافية”.
وتوقع أغيردير أن داود أوغلو سيطلق مشروعا سياسيًّا مختلفًا عن باباجان وبرؤية سياسية أكثر وضوحًا منه، مشيرا إلى تمتّع داود أوغلو بعلاقات عميقة مع العدالة والتنمية على صعيد القيادات مما أثار انزعاجات داخل الحزب.
وأضاف أغيردير أن داود أوغلو يتمتع بإمكانية استقطاب أصوات الغاضبين من حزب العدالة والتنمية وغير الداعين لحزب الشعب الجمهوري أكثر من باباجان، مؤكدا أن تأثير دواد أوغلو في البداية سيكون أقوى من باباجان.
وشدد مدير المؤسسة البحثية على احتمالية تغيير باباجان وداود أوغلو لتشكيلات التحالفات السياسية الحالية، قائلا: “حزبا باباجان وداود أوغلو سيؤثران كثيرا على تشكيلات التحالفات وسيخلقان موجة عميقة وشديدة في خطوط صدع التحالفات. لو حصلت هذه الأحزاب حتى على نصف في المئة من أصوات الناخبين سيهز ذلك العدالة والتنمية”.
في سياق آخر، رأى استطلاع رأي أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، بقيادة الرئيس رجب أردوغان، سيواجه الموت السياسي خلال عامين على الأكثر.
وقالت مؤسسة أوراسيا “Avrasya” الأشهر في استطلاعات الرأي والأبحاث داخل تركيا، أن النتائج كشفت أن آمال حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية المقبلة “ضعيفة”، مشيرًة إلى وجود احتمالات قوية لانقسامه في الفترة بين 2020-2022.
وأشار متحدث باسم مؤسسة الأبحاث إلى أن مصير حزب العدالة والتنمية سيكون مشابه لمصير حزب اليسار الديمقراطي (DSP) الذي لم يعد له أي وجود أو تأثير في الحياة السياسية التركية.
هذا وأكد أغيردير أن العدالة والتنمية قد يستهدف حزبي داود أوغلو وباباجان وسيعمل على تدمير الحزبين.
وبعدما أثار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الجدل في الفترة الأخيرة بسبب اقتراح تقليص الحد الأدنى لاختيار رئيس الجمهورية من 1+50% إلى 1+40%، عاد ليثير جدلًا جديدًا حول شعبيته في الشارع ببحث تقليص الحد الأدنى للتمثيل البرلماني للأحزاب.
تسريبات تشير إلى نوايا الحزب إجراء تعديل على القوانين الخاصة بانتخابات البرلمان، من خلال إلغاء المادة التي تنص على أن يكون الحد الأدنى لتمثيل الأحزاب في البرلمان 10%.
وفي حالة إلغاء الحد الأدنى المحدد في القانون سيتمكن حزب العدالة والتنمية من التخلي عن التحالف مع حزب الحركة القومية، الذي ألحق ضررًا كبيرًا بالحزب لممارسته الضغط عليه لتبني سياسات قومية خاصة تجاه الأكراد، بحسب رأي كثير من قادة الحزب.
ويؤسس كل من رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، حزبين سياسيين منذ استقالتهما من حزب العدالة والتنمية.
وكشف علي باباجان خلال لقاء تلفزيوني أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في مطلع عام 2020 القادم أي في يناير/ كانون الثاني القادم، فيما كشف مقربون من أحمد داود أوغلو أن شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل سيشهد الإعلان عن حزب رئيس الوزراء الأسبق.
–