لندن (زمان التركية) – تراجعت تركيا وسحبت اعتراضها خلال قمة الناتو أمس ما سمح بإقرار خطة دفاع البلطيق، بعد أن كانت أنقرة تريد عرقلتها في حال لم يتم التوافق على تسمية “وحدات حماية الشعب الكردية” في سوريا منظمة إرهابية.
ورغم الخلافات التي لا تزال قائمة تم الاتفاق على البيان الختامي للقمة والمعروف بـ “إعلان لندن”، وسحبت الرئيس رجب أردوغان اعتراضه بعد أن عقد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعاً جانبياً لم يكن مقررًا.
وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج قال في ختام قمة الحلف إن الحلف يعمل على تجاوز الأزمة مع تركيا بخصوص خطط الدفاع عن دول البلطيق، لكن لا يعني ذلك أنه ليس بإمكان الحلف ضمان أمن الدول الأعضاء فيه بدون تركيا.
من جهته استبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون احتمال التوصل لتوافق مع تركيا على تعريف الإرهاب. لكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ذكر أن القوى الكبرى في أوروبا اتفقت على مزيد من المباحثات مع تركيا. وفق وكالة (وديتشه فيلة).
وخلال اجتماع قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع الرئيس التركي تم الاتفاق على إجراء مزيد من المحادثات مع تركيا بعد علمها “بالضغوط الهائلة” التي تتعرض لها أنقرة، حسبما صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الأربعاء.
وقال جونسون: “ندرك الضغوط الهائلة التي تواجهها تركيا” مشيرا إلى اللاجئين والتهديد الإرهابي” الحقيقي جدا” الذي يمثله حزب العمال الكردستاني المحظور (PKK). وأضاف جونسون: “ولذلك فقد اتفقنا على مواصلة منتدى (إي 3 + تركيا)”.
وأضاف جونسون :” كل ما حاولناه هو فهم خطط تركيا لمستقبل هذا الشريط في شمال سوريا”.
وطالب جونسون بتجنب سوء فهم نوايا أنقرة، واختتم كلامه بالقول: “ما قررناه هو أن نواصل الاحتفاظ بهذا المنتدى وأن نواصل المحادثات (أي الدول الأوروبية الثلاث مع تركيا”.
ونفذت تركيا هجوما عسكريًا في أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي بشرق الفرات شمال سوريا بغرض القضاء على النفوذ الكردي في المنطقة، وأجبرت وحدات حماية الشعب الكردية الذين تعتبرهم إرهابيين على الانسحاب من المنطقة التي تقول إنها تريد إنشاء “منطقة آمنة” بها.
وتدافع الدول الأوربية عن المقاتلين الأكراد لدورهم في دحر تنظيم داعش الإرهابي بالتعاون من التحالف الدولي.
التوافق مستبعد
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استبعد من جانبه احتمال التوصل إلى توافق مع تركيا على تعريف الإرهاب، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقب قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد بالقرب من لندن. وقال ماكرون “لا أرى أي توافق محتمل”.
وأضاف ماكرون مدافعا عن الأكراد السوريين “واضح أننا لسنا موافقين على تصنيف وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي كمجموعة إرهابية وأعتقد أن هناك توافقاً على هذا الأمر” مشيراً إلى نظرائه في الناتو ما عدا تركيا.
وكان الرئيس التركي قد هدد بعرقلة خطة دفاع البلطيق المحدثة ما لم يوافق حلفاؤه على تسمية المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا بأنهم منظمة “ارهابية”. وهاجم ماكرون الثلاثاء أنقرة واتهمها بالعمل مع “مقاتلين مرتبطين” بتنظيم داعش.
وقبل توجهه إلى لندن لحضور قمة الناتو، قال الرئيس رجب أردوغان: “حال لم يعتبر حلفاؤنا في الناتو منظمة إرهابية نحاربها هناك سنواجه أي خطوات يمكن أن تخذ هناك” في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وكانت وكالة رويترز كشفت سابقًا عن أن أردوغان قرر ابتزاز حلف الناتو ومقايضته فيما يخص مشروع الحلف الدفاعي في دول البلطيق.
–