إسطنبول (زمان التركية) – قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن الأجهزة الأمنية تعرف مكان عادل أوكسوز، المزعوم بأنه المتهم الأول في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، والذي ترى المعارضة التركية وعدد من الاستخباراتيين السابقين أنه كان عميلاً للمخابرات التركية.
سليمان صويلو شارك في حوار تليفزيوني على قناة “Kanal 7” الإخبارية التركية، وعلق على الادعاءات المنتشرة مؤخرًا حول عادل أوكسوز، إلا أنه لم يكشف عن مكانه الذي أكد علم الأجهزة الأمنية به.
وكانت السلطات التركية سجنت عادل أوكسوز في عام 2016 باعتباره المتهم الرئيس في المحاولة الانقلابية الغاشمة ومن ثم أخلت المحكمة سبيله، ولاحقا صدرت مذكرة اعتقال بحق أوكسوز باعتبار أنه العقل المدبر للانقلاب، غير أن الشرطة تزعم أنها لم تتمكن من العثور عليه.
رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات سابقاً محمد أيمور، ساق ادعاءً خطيرًا في وقت سابق وقال إن عادل أوكسوز قد يكون عميلاً للمخابرات، وأعرب عن اعتقاده الجازم بأن الرجل لم يتمكن من مغادرة تركيا، مدللًا على ذلك بأنه لو كان في الخارج لظهر وأدلى بتصريحات وردّ الاتهامات الموجهة إليه، ولم يستبعد وفاته في تركيا.
وأوضح أيمور أن اختفاء أوكسوز ملفت للانتباه رغم أنه الشخصية المحورية في أحداث انقلاب 2016 الفاشل، مؤكدًا أن هروبه من قبضة السلطات القضائية رغم احتجازها إياه عقب الانقلاب الفاشل ليس أمرًا طبيعيًّا، وتابع: “لقد ظهرت عديد من المعلومات.. فمثلاً هناك شخصية تُدعى دنيز بايراق يزعم أنه من المخابرت، ويدعي أن أوكسوز أيضًا عميل للمخابرات، وأنه تم استغلاله”.
جاءت هذه التصريحات الصادمة من مسؤول استخباراتي شغل منصب رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات بعدما قال في وقت سابق: “محاولة الانقلاب الفاشلة من عمل وتنفيذ المخابرات. ومع أن الحكومة تتهم فتح الله كولن بالوقوف وراءها، إلا أنها عمل استخباراتي يفوق كثيرًا جدًا قدرات حركة الخدمة”.
وتأتي تصريحات وزير الداخلية بعدما أصدرت محكمة تركية قرارًا مفاجئًا يزيد من الارتباك فيما يتعلق بالرواية الرسمية لمحاولة الانقلاب “الفاشلة” عام 2016، والتي تتهم أنقرة حركة الخدمة بتدبيرها.
والشهر الماضي، برأت محكمة تركية 25 من أصل 28 شخصًا يُتهمون بـ”التوسط في الإفراج عن عادل أوكسوز الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة سقاريا سابقًا و المزعوم بأنه “العقل المدبر” لمحاولة الانقلاب، بحسب الرواية الرسمية.
ويأتي على رأس من برأت المحكمة ساحتهم من تهمة التعاون مع أوكسوز ليتمكن من الهروب بعد اعتقاله من قبل السلطات في 2016، علي إحسان ساري كوجا، مستشار الرئيس رجب أردوغان السابق.
وتقول السلطات التركية إن عادل أوكسوز ينتمي إلى حركة الخدمة.
كما أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن 5 أشهر فقط على ضابطين صف بتهمة استغلال وظيفتهما مع تأجيل تطبيق القرار.
وقال الكاتب الصحفي آدم ياوز أرسلان في إطار تعليقه على هذا القرار الصادم بأنه لم يبق لديه أي شك بكون الانقلاب مدبرًا بعد تبرئة المتهمين بمساعدة عادل أوكسوز على الهروب، رغم أن السلطة السياسية بقيادة أردوغان تزعم أنه مدبر الانقلاب.
وكان الكاتب الصحفي المعروف أحمد نسين المعروف بتوجهاته العلمانية ذكر في مقال له أن الرئيس أردوغان هو من يعلم مكان وجود عادل أوكسوز، وقال: “إن أردوغان هو أفضل من يعرف أين عادل أوكسوز.. وأنا أعتقد شخصيًّا أنه يختفي في إحدى غرف قصره البالغ عددها أكثر من ألف غرفة”.
–