إسطنبول (زمان التركية) – قال الكاتب الصحافي الألماني ذو الأصول التركية، دنيز يوجيل، الذي كان معتقلًا في سجون تركيا، إن أكثر ما يقلق الرئيس التركي رجب أردوغان هو خسارة نظامه، لأن مصيره سيكون السجن، مؤكدًا أن “الديمقراطية” هي السبيل الوحيد للخلاص من حكم أردوغان باعتباره “مجرما” وليس “فاشيًا”.
دنيز يوجيل، الذي عمل كاتبًا صحافيًا ومراسلًا لصحيفة “دي فيلت” الألمانية من تركيا قبل أن يغادر البلاد بعد الإفراج عنه بقرار من أردوغان، عقد ندوة حوارية مع قرائه في ألمانيا، بمشاركة نحو ألف من متابعيه؛ حيث علق على حرية الصحافة والرأي والتعبير في تركيا.
يوجيل أوضح أنه اختار لكتابه الجديد عنوان “عميل إرهابي” المصطلح الذي يستخدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوصفه به.
وقال يوجيل: “لم يكن هناك خوف على زوجتي فهي كانت في أمان وإنما كانت المخاوف خاصة بي أنا، وصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل.. كان علي بصفتي إنسانا وبصفتي صحفيا أيضًا أن أقاوم”. وكشف أنه سرد في الجزء الأول من الكتاب مدى “فظاعة الأمر”.
وبعد عام كامل في السجن، أفرج عن دينيز يوجيل غداة لقاء جمع بين رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العاصمة برلين.
وأوضح يوجيل أنه كان من الممكن الإفراج عنه مبكرًا ولكن المحكمة حرمته من هذا الحق، قائلًا: “ما تعرضت له في الحبس الانفرادي كان تعذيبًا. ولكن بقاء الإنسان بمفرده لمدة 9 أشهر، في حد ذاته تعذيب”.
وأضاف: “لم آت اليوم إلى هنا للشهرة، وإنما جئت للتعريف بكتابي. أثق أنه كتاب جيد، يمكن قراءته حتى بعد سنوات. لقد عشت صعوبات حقيقية داخل السجن. وحرمت من حقوقي الإنسانية الطبيعية. اعتقال الصحفيين أو الحكم عليهم بسداد غرامات مالية يظهر أن كل شيء في هذا البلد لا يسير على ما يرام”.
وروي أحداث ما قبل اعتقاله قائلا: “الصحفي والبرلماني أحمد شيك التقيت به لاحتساء الشاي في منطقة بشيكتاش في إسطنبول. وقال لي إنه متأكد من أنه سيتم اعتقاله. وقال لي: اركب الطائرة واختفِ عن الأنظار. بعد أسبوع واحد تم اعتقال أحمد شيك. بعدها صادفته في السجن رقم 9 الذي اعتقلت فيه بمدينة سيليفري”.
وفيما يتعلق باعتقال الصحفيين الأوروبيين في تركيا، أشار يوجيل إلى أن الرئيس التركي يتعامل مع الصحفيين الغربيين كأنهم “جواسيس” وأشار إلى تصريحات أردوغان السابقة التي قال فيها: “إذا كان الأوروبيون يرسلون عملائهم إلى تركيا في صورة صحفيين، فإن كل الأوروبيين لن يتمكنوا من الذهاب بحرية في أي مكان في العالم”.
هل أردوغان فاشي؟
وحول كيفية نظرته لأردوغان، قال: “علينا أن نكون حذرين عند استخدام كلمة “فاشي” و”ديكتاتور”… لا توجد ديمقراطية سواء في تركيا أو البرازيل أو روسيا. ولكن لا توجد فاشية مثل التي كان يطبقها الانقلابيون والديكتاتوريون في تركيا في الثمانينيات. هذا الوضع مختلف تمامًا. المهنة الأساسية لأردوغان هي ارتكاب الجرائم، وأصبح الأمر هواية له نحن يمكننا أن نرى هذا واضحًا في سياساته تجاه الأكراد”.
وأضاف: “أردوغان خائف. ما يفكر فيه هو ألا يخسر نظامه. ويعرف جيدًا أنه إذا خسر سيتم اعتقاله، وسيتم سجنه في سجن أدرنه أو سيليفري. هذا هو الفرق بينه وبين الديكتاتورية الكلاسيكية في تركيا. الديمقراطية هي طريق الخلاص من هذا النظام. أردوغان وإن ظهر إسلاميًا، فهو من ورائه قومي”.
وألقي القبض على يوجيل، في 14 من فبراير/ شباط 2017في إسطنبول ووضعه في السجن الاحتياطي في 27 الشهر ذاته بتهمة “تحريض السكان والترويج للإرهاب” وأفرج عنه في 16 فبراير شباط/ 2018.
–